لم تتأخر المراجع الرسمية اللبنانية في الاجابة المطمئنة، عن أسئلة عدة برزت في الوسط الشعبي والاعلامي اللبناني، عما اذا كانت الادارة الاميركية طلبت من لبنان اجراءات محددة أو خطوات في مجال محاربة الارهاب، خصوصاً بعدما برز اسم اللبناني زياد الجراح، على انه كان بين خاطفي الطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا، وبعدما تردد إسم القيادي في "حزب الله" عماد مغنية في محطات التلفزة الاميركية سي ان ان في سياق حديثها عن شبكة اسامة بن لادن وغيره. راجع ص6 و8 وأكدت مراجع رسمية عدة ل"الحياة" ان واشنطن لم تطلب شيئاً من لبنان، وكررت ذلك حتى بعد لقاء رئيس الحكومة رفيق الحريري مع السفير الاميركي في بيروت فنسنت باتل، ظهر أمس، والذي عرض فيه الحريري موقف الحكومة ومعلوماته عن الجراح مؤكداً ان لبنان حكومة وشعباً لا علاقة له بالتفجيرات التي حصلت. وذكر مرجع لبناني رسمي آخر ل"الحياة" ان المسؤولين الاميركيين "يثمنون في لقاءاتهم واتصالاتهم مع كبار المسؤولين اللبنانيين الادانة اللبنانية السريعة للهجمات الارهابية كذلك الادانة السورية، وان لبنانيين أبرياء قضوا في هذه التفجيرات إما لأنهم كانوا في الطائرات كركاب او ان بعضهم لا يزال في عداد المفقودين لأنه كان في مبنى التجارة العالمية في نيويورك. وقالت مصادر رسمية ان لبنان "كان تصدى بداية العام 2000 في الضنية، لمحاولة مجموعة يقودها أحد "العرب الأفغان" بسام كنج من المتشددين، انشاء تنظيم على غرار مجموعات بن لادن، وان المجموعة في السجن وتخضع للمحاكمة". وفي حين واصل "حزب الله" صمته إزاء الهجمات ضد أميركا، قالت مصادر مطلعة انه ينتظر جلاء الموقف الدولي والتحقيقات. لكن مصادر رسمية اكدت ان "حزب الله" ليس معنياً بما حصل في الولاياتالمتحدة الاميركية. ويسود اعتقاد وسط كبار المسؤولين اللبنانيين بأن على الولاياتالمتحدة ان تقرن توجهها نحو محاربة الارهاب بالسعي الى سياسة اكثر توازناً في الشرق الأوسط تجبر اسرائيل على العودة الى العملية السلمية بدل تصعيد العدوان ضد الفلسطينيين. وكان ورود اسم الشاب اللبناني زياد الجراح على لائحة مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي التي تضم أسماء من نفذوا الهجمات على نيويوركوواشنطن، فاجأ اللبنانيين وأفراد عائلة زياد الذين استبعدوا بشدة ان يكون ولدهم منهم، خصوصاً انه عُرف بطباعه الهادئة وهو يواصل دراسة هندسة الطيران في المانيا. ورجح عمه انه كان في الطائرة التي سقطت في بنسلفانيا كراكب. وترددت معلومات ان زياد 26 عاماً انقطعت اخباره قبل عام ونصف العام وانه سافر الى افغانستان لمدة عشرة اشهر. وهو عاد الى لبنان من المانيا في شباط فبراير الماضي للاطمئنان الى والده الذي تعرض لطارئ صحي، وفوجئ معارفه بأنه اطلق لحيته وأطال شعره وانه اصبح متديناً بعدما كان يعيش صخب الحياة وكان على علاقة بطبيبة تركية في المانيا، لم يخف نيته الزواج منها. وانها حضرت عرس اخته في لبنان قبل اسابيع فيما تغيّب هو عن المناسبة.