نفت عائلة اللبناني زياد الجراح، الذي تشتبه السلطات الأميركية في كونه واحداً من خاطفي الطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا في 11 أيلول سبتمبر الماضي، ما ورد في تقرير بثته شبكة "سي ان ان"، من أن أحد التسجيلات لمكالمة جرت على الطائرة قبل سقوطها والتقطها مطار كليفلاند في أوهايو، ربما يتضمن صوت الجراح نفسه. وقال عم زياد، سمير الجراح، السيد جمال ل"الحياة" أمس ان ما بثته "سي ان ان" لما يعتقد انه صوت زياد "غير صحيح على الاطلاق وأنا متأكد مليون في المئة انه ليس صوته". وكانت الشبكة التلفزيونية الأميركية بثت أول من أمس تسجيلاً صوتياً لمكالمة أخيرة حصلت على متن الطائرة اثناء مرورها في مجال اتصالات مطار كليفلاند، وجرت على مرحلتين. إذ أن برج المراقبة سمع في المرحلة الأولى ضجة وصراخاً وشخصاً يقول "اخرجوا من هنا"، ثم في المرحلة الثانية صوتاً يقول للركاب "الزموا الهدوء فعلى الطائرة قنبلة". وحاول مطار كليفلاند مخاطبة الطائرة مجدداً فلم يفلح. وأفادت الشبكة أن الصوت الذي دعا الركاب الى الهدوء "يعتقد أنه صوت زياد الجراح". وقال جمال الجراح ل"الحياة" في بيروت: "صادف ان كان في زيارتي مساء أمس الجمعة فريق من التلفزيون الهولندي وأخبروني ما بثته "سي ان ان" واتصلوا بمقرهم الرئيسي، حيث تم تسجيل الخبر بكامله فاستمعت اليه مرتين. استطيع القول انه ليس صوت زياد. المحطة الأميركية أفادت انهم يعتقدون انه صوته، وأنا متأكد مليون في المئة انه ليس كذلك. دققت عند استماعي الى التسجيل كما بثته "سي ان ان" في النبرة واللهجة. فالصوت الصادر عن التسجيل يحكي الانكليزية بطلاقة لا يجيدها زياد، إذ ان ثقافته الأساسية هي الفرنسية، وتعلّم الألمانية لدراسته في ألمانيا، ثم تعلم الانكليزية لاحقاً، وليست لديه الطلاقة كما جاء في التسجيل. وكان الصوت اكثر وضوحاً حين جاء في التسجيل: Hi I am the pilot. لم يكن صوت زياد ولا نبرته أبداً". وأضاف: "كيف يمكن ان يقولوا انه صوته وهم لا يعرفون هذا الصوت"؟ وسألته "الحياة" هل سلمت السلطات اللبنانية الجانب الأميركي تسجيلاً ما عن صوت زياد لمقارنته مع تسجيل المكالمة التي التقطها مطار كليفلاند، فقال: "لم يأخذوا شيئاً، ولم يتصلوا بنا ليسألونا اذا كان الصوت صوت زياد". وفي وقت قدّرت مصادر ان يكون المحققون الاميركيون حصلوا على تسجيل ما لصوت زياد الجراح من المانيا ومن صديقته هناك، نفت عائلته في لبنان معرفتها بحصول شيء من هذا القبيل. كما أكد النائب العام التمييزي في لبنان القاضي عدنان عضوم ل"الحياة" ان لا علم لديه بأن السلطات الاميركية طلبت تسجيلاً يمكن ان يحوي صوت الجراح، أو حصلت على مثل هذا التسجيل من لبنان. ونفى ذلك ل"الحياة" أيضاً مصدر أمني رفيع المستوى على صلة بالسفارة الاميركية في اطار التعاون لتبادل المعلومات بين بيروت وواشنطن منذ 11 أيلول. وقال المصدر: "أشك في ان يكون لديهم تسجيل ما لصوته يسمح لهم بالمقارنة مع المكالمة التي سجلت على متن الطائرة المخطوفة، لتحديد ما اذا كان الصوت هو صوت زياد الجراح". إلى ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مجلة "فوكوس" الأسبوعية الألمانية في عددها الذي يصدر غداً، ان الجراح "كتب رسالة وداع طويلة الى صديقته في ألمانيا عشية 11 أيلول الماضي". وأفادت المجلة ان ناطقاً باسم المدعي العام الفيديرالي الألماني كاي نيم، أكد وجود الرسالة، لكنه رفض الافصاح عن مضمونها، موضحاً أن "الشابة التي وجهت اليها لم تتمكن من قراءتها بعد". وأشارت المجلة إلى أن "الرسالة تتألف من صفحات عدة". ويدرس خبراء الشرطة الجنائية الألمانية هل تحتوي على "اشارات بين السطور" للتخطيط لاعتداءات نيويورك وواشنطن والمشاركين فيها. وأضافت ان الجراح ارسل طرداً صغيراً في 10 أيلول الى صديقته التي تقيم في بوخوم. ويحتوي على رسالة الوداع اضافة الى وثائق عن تدريب الطيران الذي تلقاه الجراح، وتعذر ايصال الطرد الى صديقته طالبة الطب، وأعيد الى الولاياتالمتحدة حيث وقع بين أيدي المحققين في الأسابيع الأخيرة. وقال جمال الجراح ل"الحياة" إنه لا يعرف بأمر الرسالة، و"صديقة زياد لم تذكر لنا شيئاً عن أي رسالة حين اتصلنا بها بعد أحداث 11 أيلول". كما سألت "الحياة" مصدراً أمنياً عن الرسالة فقال: "لا معلومات لدينا حولها أبداً". وقالت مصادر أمنية وقضائية ل"الحياة": "حين طلب الجانب الاميركي معلومات عن زياد قبل أسابيع، حاولنا معرفة هل بعث برسالة ما إلى أهله ولم نجد شيئاً".