سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نائب الامين العام ل"حزب الله" يعتبر ان "لبنان المتماسك سياسياً وأمنياً ينجح في منع اي اختراق". قاسم ل"الحياة": اللائحة الأميركية بلا قيمة ولا علاقة ل"حزب الله" ببن لادن
} نجح لبنان حتى الآن في منع اي اختراق امني أو سياسي بعد الهجمات على نيويوركوواشنطن وما تبعها من تطورات ومن لوائح تقدمت بها الولاياتالمتحدة الأميركية ومنظمة الأنتربول الدولية طلباً لمعلومات، أو لاتخاذ اجراءات. وأبدى لبنان تماسكاً سياسياً واضحاً مرتكزاً الى وضع امني "ممسوك". هناك من يسأل عن سبب هذا التماسك السياسي، هل هو تراجع الملفات الداخلية من صدارة الاهتمام السياسي والرسمي ام هو الشعور العام لدى اللبنانيين، بعد 11 ايلول سبتمبر بضرورة الاستعداد لمواجهة المرحلة الحالية ومرحلة ما بعد الحرب على افغانستان ما يتطلب موقفاً وطنياً موحداً في ضوء عدم الارتياح الكلي للتطمينات الأوروبية والعربية الى ان لبنان ليس مستهدفاً في المرحلة التالية. هناك شبه إجماع لبناني على المستويين الرسمي والشعبي، على ان البلد مستعد لمواجهة احتمالات تعرض ساحته لخروق امنية قد تنتج عن حركات احتجاج على الحرب الأميركية تستهدف مصالح اميركا وما قد يتبعها من اختراقات سياسية عند اول محك فعلي للمواقف، خصوصاً إذا وصلت المطالب الأميركية الى حد طلب استرداد لبنانيين وردت اسماؤهم في "لوائح الإرهاب" التي تقدمها واشنطن لأكثر من دولة في العالم ومن بينها لبنان، وأكثر تحديداً من هم، أو من كانوا، على علاقة ب"حزب الله". ويبدو، حتى إشعار آخر، ان التحركات اللبنانية المعارضة للهجوم الأميركي على افغانستان، لا تزال متواضعة في حجمها وتأثيرها، وتحت السيطرة، وهي لا تتعدى إصدار البيانات الحزبية المستنكرة الهجوم الأميركي، أو الاعتصامات الرمزية. وكأن جميع الأطراف تبلغت رسالة رسمية مدعومة من سورية ترسم حدوداً للتحرك الذي ينبغي ان يبقى تحت سقف الدولة ولا ينفذ منه مهما كانت الاعتبارات. ويبدو ان "حزب الله" الذي يعتبر احد أبرز الأهداف الأميركية في الحاضر، كما في الماضي، نجح في ان يرسم لنفسه سياسة تقوم على إدانة الهجوم الأميركي على افغانستان لكنها تحاذر الانضمام الى جبهة اسلامية غير معروفة الأهداف تضم من تتعارض نظرته الى بن لادن وطالبان مع نظرة الحزب. وموقف الحزب بالانضواء تحت سقف الدولة في هذا المجال، اتى بعد دراسة معمقة اجرتها قيادته لمسار التطورات في المنطقة والعالم، وخلصت بنتيجتها الى تقدير موقف الدولة الذي حمى المقاومة سابقاً، ويحول دون استهداف الحزب حالياً. اعتبر نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حوار مع "الحياة" ان اللوائح الأميركية المتضمنة اسماء ثلاثة لبنانيين مطلوبين من واشنطن بتهمة القيام بأعمال إرهابية ضد المصالح الأميركية في لبنان ليست ذات قيمة مبدياً ارتياحه الشديد الى مواقف الدولة اللبنانية التي نجحت من خلال تماسكها بتعزيز موقف لبنان بعد هجمات 11 ايلول وفي مواجهة تداعياتها، ومعتبراً ان حديث الرئيس الأميركي جورج بوش عن ضرورة قيام دولة فلسطينية ما هو إلا كلام تخديري يراد منه تحييد منطقة الشرق الأوسط لفترة من الوقت ليعود بعدها الى التعامل مع القضية الفلسطينية كأمر واقع يفرضه استمرار العدوان الإسرائيلي. في ما ىأتي نص الحوار: هل حصلت لقاءات في الماضي بين "حزب الله" وبين اسامة بن لادن وحركة "طالبان"؟ - لم يحصل اي لقاء بين اي مسؤول من "حزب الله" وأسامة بن لادن أو حركة طالبان، وبالتالي لا يوجد اي تنسيق بين الحزب وتنظيم القاعدة، إذ ان مجال عمل تنظيم القاعدة هو في منطقة تختلف عملياً عن مجال عملنا في هذه المنطقة، ولم يكن هناك اي ظرف او خطوة يستدعيان مثل هذا اللقاء. وكذلك لا توجد اي صلة بيننا وبين طالبان نظراً لخصوصية المكان والبعد الجغرافي من ناحية، ونشوء هذه الحركة ومساحة عملها من ناحية اخرى. وبالنسبة الى "عصبة الأنصار" هل من اتصال أو لقاء جمع بين الحزب وبينها ولو مصادفة؟ - أؤكد ان لا اتصال ولا لقاء حصل بين الحزب وبين "عصبة الأنصار" التي توجد في رقعة محدودة في مخيم عين الحلوة، وأظن ان حضورها لا يتجاوز حدود المخيم. ما هو موقف الحزب من اللائحة الأميركية التي تضمنت اسماء ثلاثة اشخاص، تدعي واشنطن انهم ينتمون الى "حزب الله"؟ - بعد الفشل الذريع الذي أصيب به الرئيس الأميركي جورج بوش عندما اعلن استهداف ما بين ستين وسبعين دولة تعتبر راعية للإرهاب وواجه معارضة غربية وإسلامية وعربية بدوافع مختلفة، لم يكن امامه سوى رمي هذه اللائحة في سوق الإعلام. إن الغرب لا يريد اعطاء تفويض كامل للولايات المتحدة الأميركية في انتظار الخطوات التي ترتبط بأفغانستان. ان لتفويض الغرب علاقة بالبداية وليس مضموناً الى النهاية. اما المسلمون والعرب فهم متضررون من السياسات الأميركية السابقة التي تبنت إسرائيل في كل مجازرها واعتداءاتها. وليس من الطبيعي ان تنساق هذه الدول الى المطالب الأميركية وهي موضوعة في دائرة المطالبة عن مسؤوليتها في الإرهاب خصوصاً أنها تتبنى العمل المقاوم وتعتبره مشروعاً ولا يمكن الموافقة على السياسة الأميركية في الدمج بين المقاومة و قتل المدنيين. وبعد هذا الفشل الأميركي اضطر بوش لأن يعدل لائحته فطرح اللائحة المشهورة المؤلفة من 27 منظمة واسماً وكلها تتعلق ببن لادن وأفغانستان وما يحيط بهما، وذلك تجنباً للحساسيات المذكورة التي عرف الأميركيون من خلالها صعوبة الإقدام على مثل هذه الخطوة الشاملة في التفويض، لكن بقي من الإدارة الأميركية هاجس الدخول الى الشرق الأوسط وبقاء اليد مفتوحة بشكل أو بآخر لأي اعمال مستقبلية محتملة. ومن هنا وجد الأميركيون ان إصدار لوائح بأسماء اشخاص يؤدي هدفاً سياسياً في التذكير بأن المنطقة ما زالت في بالهم من دون ان يكثروا من عدد الأسماء أو يدخلوا في تسمية الأحزاب والحركات حتى لا يثيروا الوضع في مواجهتهم. ولذا نعتبر ان لائحة الأسماء هي لائحة للاستهلاك السياسي وليس لها اي فاعلية او اثر على المستوى الميداني، بل لا قيمة اجرائية لها. وأعتبر ان المسؤولين في لبنان، من رئيس الجمهورية اميل لحود الى رئيس الحكومة رفيق الحريري الى كل المعنيين، متفاهمون على أن لبنان بعيد عن اي استهداف اميركي مباشر لعدم قدرة الأميركيين على القيام بمثل هذا العمل في هذه المرحلة، ولعدم وجود اي مبرر موضوعي يمكن استخدامه بعدما استخدموا كل المبررات في الفترة السابقة ولم يفلحوا في تغيير موقف لبنان من الصراع مع العدو الذي نعتبره المحور الأساس للحركة الأميركية في المنطقة. وعليه لا داعي للقلق وإعطاء الأمور اكثر من حجمها، وفي هذه المناسبة أرى من المناسب توجيه تحية للمسؤولين اللبنانيين على مواقفهم وتماسكهم لأنها ظهّرت موقف لبنان بطريقة ممتازة في ازمة هزت مواقف كثير من الدول وأربكت انظمة مع شعوبها، بينما بقي لبنان متماسكاً ومطمئناً، لكن هذا لا يعني ألاّ نكون حذرين ومتيقظين في اطار التحسب الطبيعي، وإلى أن تنتهي اميركا من تورطها في العدوان على افغانستان، سنكون امام متغيرات دولية ستغيّر الكثير من التفاصيل والتكتيكات. يفهم من هذا الكلام انكم مرتاحون من دون تحفظ الى الموقف الرسمي؟ - هذا صحيح، لا يستطيع احد منا التنكر لمواقف رئيسي الجمهورية والحكومة والمسؤولين الآخرين. إن تصريحات الرئيس الحريري كانت واضحة وتحركه جاء في محله، ولا يمكننا إلا التنويه بالموقف الرسمي اللبناني الرافض، تحت اي اعتبار، الرضوخ الى الضغط الأميركي أو للابتزاز الذي يمارس علينا من قبل الإدارة الأميركية. لماذا يتصرف الحزب وكأنه غير معني ببعض الأسماء الواردة في اللائحة الأميركية؟ - ان اللائحة ذكرت اسماء للبنانيين ونحن لسنا معنيين بأن نجيب عن انتماءات اصحاب هذه الأسماء وموقفنا منها، فلسنا مضطرين لأن نقدم تقريراً لواشنطن أو لغيرها، ولسنا في حال الدفاع عن النفس أو رد التهمة، لا بل نعتبر ان واشنطن جانية في طرح هذه الأسماء أو غيرها، لأن لبنان قدم الكثير من التضحيات، وشبابه جاهدوا بدمائهم بسبب الاحتلال الإسرائيلي والدعم الأميركي المتواصل له. ولا قضية اخرى للبنان غير قضية الاحتلال ومضاعفاته. فإذا كانت هذه هي التهمة فهي تهمة لا تدين بل تشرف كل من اتهم بها. ان الأحداث التي جرت في لبنان في الثمانينات قد ولت وانتهت ولا معنى لفتح ملفاتها وليس صحيحاً ما يذكر من حوادث وأسماء وتحليلات، فالأمر كله يدخل في دائرة الماضي والظنون في آن معاً وعليه فإن اللائحة مرفوضة من قبلنا ونعتبر كأنها لم تكن. لماذا انتظر "حزب الله" خمسة ايام لإصدار بيان بموقفه من تفجيرات نيويوركوواشنطن؟ - لم يكن في إمكاننا عندما حصلت التفجيرات في نيويوركوواشنطن ان نصدر موقفاً واضحاً عن حدث كبير كانت معالمه وأسبابه بالنسبة إلينا غير واضحة في حينه. وظهر الإرباك في هذا الأمر على الإدارة الأميركية نفسها التي تراجعت عما كانت صرحت به واضطر الرئيس بوش في بادئ الأمر الى الإعلان عن انه سيواجه سبعين دولة، ثم تراجع ليتحدث عن حرب صليبية ثم تراجع وقرر معركة "العدالة بلا حدود" ثم تراجع. فإذا كان رئيس الدولة المعنية والأكبر قوة في العالم عاش هذا الإبراك، فهل يعقل ان نسارع الى إصدار موقف؟ لذا تمهّلنا الى أن تكشفت الصورة وأصدرنا بياننا الذي أسف لسقوط الضحايا وتحدث عن موقف العلماء المسلمين المؤيد من قبلنا والذي لا يقبل بهذا العمل وفي الوقت نفسه رفض الخطة الأميركية التي بدأت تتكشف في الحديث عن عدوان على الشعب الأفغاني وعلى أخذ تفويض عدائي ضد دول اسلامية وعربية كثيرة في العالم. إذ كنا في حاجة الى معرفة ماذا سنقوله في البيان بناء على معطيات حتى لا يكون الموقف متسرعاً. هل يتعامل الحزب مع الهجمات ضد الاميركيين على انها انتحارية أم استشهادية؟ - مع عدم معرفة الجهة الفاعلة لا يمكن تحديد المنطلقات، لأن تسمية استشهادي تطلق عادة على من كان يعتقد انه يقدم حياته في سبيل الله آملاً في جنته لتحقيق اهداف اسلامية، بينما تطلق تسمية انتحاري على اليائس من الحياة من دون أن يتوقع البديل الأفضل في الحياة الآخرة، فيقدم نفسه للتخلص من الدنيا. فإذا كان المقصود التمييز بين الاستشهادي والانتحاري، بهذا المعنى وبهذه المقدمات فهذا تمييز ممكن مع عدم معرفة الجهة وطريقة تفكيرها، لكن في الموقف من العمل قلنا انه مدان لأنه طاول الأبرياء. يتردد في بعض وسائل الاعلام أن ايران والقوى الحليفة ليست غاضبة من ضرب حركة طالبان، باعتبارها قوة سياسية مناوئة لها، فما رأيكم؟ - يجب أن نميز بين الخلاف السياسي الموجود بين طالبان وتحالف الشمال، وانعكاس هذا الخلاف على نظرة ايران وروسيا وغيرهما من دول الجوار الى حركة طالبان، وبين العدوان الاميركي على أفغانستان بصرف النظر عن نتائجه السياسية. إذ ان الخلاف الداخلي في كابول له طرق علاج وله علاقة بالشعب وخياراته ولا يحق لدولة مثل اميركا ان تستخدم قوتها وعدوانها تحت أي عنوان لتقتل الابرياء من العزل. وعليه لا يمكن الربط بين الأمرين، فالموقف من العدوان يختلف عن الموقف من الوضع السياسي الداخلي في أفغانستان على رغم موقفنا من طالبان، ولا يمكن أن تفوّض اميركا تحت اي عنوان التدخل أو العدوان في هذه المنطقة... حتى لو نفذت العمليات العسكرية تحت غطاء الأممالمتحدة؟ - أولاً لا يوجد غطاء من الأممالمتحدة، وثانياً يجب ان نرى أي عنوان سيكون سبباً لهذا الغطاء، اذ قد تتحكم مصالح المستكبرين في ايجاد التغطية اللازمة، ان التجربة في منطقتنا هنا، تبين عقم بعض القرارات وانحيازها لمصلحة الدول المستكبرة كمثل ما يجرى في فلسطين وما جرى في لبنان وآخره بدعة الخط الأزرق كرمى لعيون اسرائيل وباسم مجلس الأمن، ان الأمر لا يرتبط بالعنوان الدولي أو الخاص بالنسبة الى اميركا، انما يرتبط بالمشروع والفعل المؤدى على الأرض وموقفنا منه. هل تعتقد ان العالم يعيش الآن مرحلة سياسية جديدة تختلف عن المرحلة التي كانت قائمة قبل 11 أيلول؟ - بالتأكيد ان مرحلة ما بعد 11 أيلول تختلف عما قبلها بالنسبة الى اميركا وموقعها في العالم، ان صورتها الآن مختلفة عما كانت عليه في السابق ووضعها الداخلي اليوم يختلف عنه في السابق، وفي تصوري ان انعكاسات 11 أيلول لن ترجح الايجابيات لمصلحة واشنطن. أما بالنسبة الينا، فلنا قضيتنا وهي تحرير الأرض وهذه قضية موضوعية لها علاقة بمنطقتنا وبأجيالنا ولا علاقة لها بتفجيرات 11 أيلول، وعلنيا أن نتابع قضية التحرير وأن تبقى هذه الأولوية حاضرة وإلا ضاعت قضيتنا اذا ربطناها بالقضايا الأخرى. ومن المفيد أن نتمعن في قراءة ما حصل في 11 أيلول وانعكاساته على الواقع العالمي ومنطقتنا وان نأخذ هذا الأمر في الاعتبار في حساباتنا لكنه يؤثر في التكتيك وليس في الاستراتيجية. ان استراتيجية "حزب الله" وبرنامجه وأولوياته لا تزال واحدة. وهي تحرير الأرض، ومن الخطأ الانجرار الى الأولويات الاميركية، بل يجب ان تنجر اميركا الى أولوياتنا بمعنى أن لا تصبح القضية الفلسطينية على الرف أو يصبح القتال ضد اسرائيل أمراً عرضياً، بل يجب أن تبقى القضية المركزية هي الأساس، وهي قضية ولدت كل الأزمات لأكثر من خمسين سنة في منطقتنا ولا بد من حل لهذا الاحتلال الاسرائيلي. من هنا، اعتبر ان عمليتنا الأخيرة في مزارع شبعا المحتلة، عملية طبيعية وعادية ولها علاقة باستمراريتنا في مواجهة الاحتلال، أما أن يحصل تخوف من فعل أي شيء فهذا الأمر قد تكرر في مراحل سابقة، فأحداث العالم وضغوط اميركا لا تتوقف ولن تتوقف، واذا خضعنا لها فيعني اننا نستسلم، لذلك علينا المتابعة وان شاء الله، ان متابعتنا ستكون حكيمة ومناسبة. يقال ان عمليات "حزب الله" في مزارع شبعا المحتلة تخضع لاعتبارات سياسية، أو انها تأتي كرد على أمور داخلية أو لتوجيه رسائل سياسية محددة لمن يعنيهم الأمر؟ - كررنا كثيراً أن عملياتنا لا تخضع للاعتبارات السياسية، بمعنى اننا لا نقوم بعمليات للتوظيف السياسي أو بناء على محطات وتطورات سياسية. انما هي عمليات تحرير. نعم. لا يوجد أي عمل ميداني إلا وله انعكاس سياسي وهذا أمر طبيعي، لذا عندما تحصل عملية وتفسر بطريقة سياسية فهذا أمر طبيعي لأن المحللين سيربطون بينها وبين التطورات، بينما بالنسبة الينا هي عمليات تحرير مهما كانت انعكاساتها السياسية. بصراح أكثر، يقال ان لتوقيت بعض العمليات علاقة مباشرة بتحرك رئيس الحكومة وكأنها تأتي من باب الاعتراض عليه؟ - لا يوجد أي رابط بين الوضع الداخلي وعمليات المقاومة، ولم يحصل هذا الأمر ولا لمرة واحدة، ولا يجوز أن يذهب المحللون الى حدود الظن والشك، اما ان يربط البعض بطريقة التحليل فهذا خلل في القراءة الدقيقة لطبيعة عمل المقاومة وأهدافها؟ لنعد الى العمليات العسكرية الاميركية، هل تعتقد انها ستتوسع؟ - من المبكر الحديث عن توسيع عمليات لأن تعقيدات الساحة الأفغانية كبيرة ولا نعلم كم تطول مدة العدوان والى أي مدى تتورط اميركا في عملها، وما هي الخطوات اللاحقة، فالأفضل عدم الحديث عن جدول اعمال غير واضح وغير متوافر عند الادارة الاميركية نفسها. ما صحة الحديث عن الاستعداد الاميركي لتحريك ملف الشرق الأوسط، بعد كلام بوش عن ضرورة قيام دولة فلسطينية؟ - ان الكلام الاميركي عن دولة فلسطينية هو للاستهلاك ولا يوجد مشروع اميركي جاهز، لكنهم يريدون تحييد قضية الشرق الأوسط في خلال عدوانهم على أفغانستان. اعتقد ان خطتهم ستقتصر في أحسن الحالات على تقرير ميتشل كما طرحت مستشارة بوش لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس. وهذا يعني انها خطوة ميدانية تكتيكية لا تقدم رؤية متكاملة. وهذا هو دأب ادارة بوش منذ أتى الى الحكم، فهو مقتنع بضرورة افساح المجال للفلسطينيين والاسرائيليين للوصول الى حلول يفرضها الواقع الميداني، وهي طبعاً لمصلحة اسرائيل نظراً لاختلال موازين التفاوض بين الطرفين. ان كل ما في الأمر، هو ان واشنطن ادركت أهمية قضية فلسطين في كل ما يجري في المنطقة والعالم فأراد بوش أن يطرح فكرة تخديرية لتحييد هذا الموضوع ولو موقتاً بعنوان يرضي البعض ويسكت البعض الآخر. نحن في الحزب لا نرى أي خطوة جدية تتعلق بحل القضية الفلسطينية، ونتوقع المزيد من التعقيد لاحقاً واستمرار الانتفاضة. يبدو ان التحرك الميداني المناهض للهجوم الاميركي على أفغانستان لا يزال في حدود التعبير اللفظي ولم يسجل حصول تظاهرة مثلاً ضد الاميركيين... ما هو تفسيركم؟ - ان التعبير عن الموقف يجري بأشكال مختلفة منها البيان والتصريح والمؤتمر والتظاهرة، وعندما نجد ضرورة لأي نوع من أنواع التعبير سنقوم به لإيصال موقفنا، وأعتقد ان موقف الحزب واضح جداً لجهة ادانة العدوان على أفغانستان، واذا تطلب الأمر أي نشاط أو أي تحرك له علاقة بنا، فسنقوم به. يقال ان للتحرك الميداني المشترك محاذير تتعلق بالموقف من أسامة بن لادن؟ - نحن كحزب لا نتدخل في الأمور الداخلية المرتبطة بنظام الحكم في أفغانستان أو بطبيعة الخلافات الموجودة بين طالبان والمعارضة الشمالية، ان لهذا الأمر علاقة بالشعب والفصائل الأفغانية، لذا لم نتطرق الى هذا الموضوع في بياننا أو موقفنا، ما يهمنا هو هذا الحدث الاستثنائي في القرار الاميركي بالاعتداء على الشعب الأفغاني تحت ذريعة غير مقبولة لتبرير العدوان، ولا يتحمل مسؤوليتها هذا الشعب، وقد عبّرنا عن موقفنا في هذا الاتجاه ولم نبحث في القضايا الأخرى لا من خلال تجمع العلماء المسلمين ولا من خلال اللقاءات بين القوى والاحزاب الاسلامية لأن الموضوع المركزي هو رفض العدوان وهو محل اجماع، أما القضايا الأخرى فهي داخلية لا تعالج ببيانات ولا في مؤتمرات في داخل لبنان وليس لنا علاقة بها.