كشف وزير لبناني أن السفارة الاميركية في بيروت زودت الأجهزة الأمنية اللبنانية أخيراً لائحة جديدة بأسماء أشخاص تعتقد واشنطن ان لأصحابها علاقة بتنظيم "القاعدة"، بزعامة اسامة بن لادن. وأكد الوزير ل"الحياة" ان اللائحة تضمنت اسماء من جنسيات عربية، وقال إن "واشنطن استوضحت الجانب اللبناني هل لديه معلومات عنهم، أو سبق لهم ان دخلوا الأراضي اللبنانية". وأوضح أن "هناك سودانياً يحمل جواز سفر إماراتياً مزوراً، بين المشمولين بعملية الاستقصاء الاميركية، اضافة الى مصري يتنقل بجواز عربي مزور، لكن واشنطن لم تسم الدولة التي يحمل جنسيتها". وكرر الوزير ان واشنطن "لم تطلب الاستفسار عن أي لبناني باستثناء زياد سمير الجراح، وكانت قدمت إلى السلطات اللبنانية طلباً للحصول على معلومات عنه". في غضون ذلك، أجرى السفير الأميركي لدى لبنان فنسنت باتل ترافقه بعثة ديبلوماسية - أمنية، محادثات مع النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم، في حضور المحامية العامة لدى محكمة التمييز القاضية ربيعة عماش قدورة. وتركزت المحادثات على أربعة مواضيع "غير مرتبطة مباشرة بالهجمات على الولاياتالمتحدة". وأبلغ عضوم الوفد الأميركي تجاوب الدولة اللبنانية مع قرار مجلس الأمن تجميد أرصدة منظمات "ممولة للارهاب"، ضمن نطاق القانون، في ما خص قانون السرية المصرفية. وساق مثالاً طلب النيابة العامة التمييزية نسخاً عن ثلاثة ملفات للبنانيَين وشركة لبنانية، تمهيداً لمباشرة القاضية قدورة التحقيق فيها، بعدما ورد كتاب من اللجنة المنشأة في مصرف لبنان عن شبهة تتعلق بممارستهم "تبييض أموال". وأشار عضوم الى ان البحث تطرق الى قضية الاعتداء على أمن الدولة من خلال أحداث الضنية بين الجيش اللبناني ومتطرفين يشتبه في علاقتهم بأسامة بن لادن، وعدد الضحايا والموقوفين في القضية. وأوضح ان "الوفد سأل عن موعد انتهاء المحاكمة أمام المجلس العدلي وطريقتها"، مؤكداً ان "أعضاء الوفد لم يسألوا عن شخص محدد ولا عن اللبناني زياد الجراح"، الذي ورد اسمه في لائحة المتهمين بتنفيذ الهجمات في الولاياتالمتحدة. وأضاف ان "البحث تطرق ايضاً الى طلب السلطات الأميركية استرداد روبير بولس صعب الذي يحمل جنسيتين لبنانية وأميركية. وكان اوقف قبل ثلاثة أيام بناء على كتاب ورد الى النيابة العامة من الانتربول الأميركي، لأنه مطلوب بجرم احتيال وتبييض أموال، ولا علاقة له بالهجمات، والارهاب". وأثار عضوم مع باتل قضية نشر "مجلس المنظمات اللبنانية - الأميركية" اعلاناً في صحف اميركية، يذكّر الأميركيين بسقوط ضحايا في لبنان، ويعتبر ان الفاعلين ما زالوا من دون عقاب، الأمر الذي اعتبره القضاء تحريضاً على لبنان. وأوضح باتل ان "هؤلاء الأشخاص متحدرون من أصل لبناني، وهذه المؤسسة موجودة، وهم أبدوا رأيهم كمواطنين أميركيين". ورد عضوم: "إذا كانوا لبنانيين ارتكبوا عملاً نشر الاعلان يشكل جرماً جزائياً، يجب ان يلاحقوا بحسب القانون اللبناني". وأعلن أنه "سيرسل كتاباً يتعلق بهذه القضية الى "الانتربول" للسؤال عن هؤلاء الاشخاص و"طلب معلومات عنهم". "عصبة الأنصار" في غضون ذلك رويترز كشف "أبو شريف"، المسؤول في "عصبة الأنصار" في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوبلبنان، أن رئيس العصبة عبدالكريم السعدي الملقب ب"ابي محجن" الملاحق قضائياً "خارج المخيم وخارج الأراضي اللبنانية هو وعدد كبير من كوادر العصبة". ولم يعط تفاصيل عن مكان وجوده. وأضاف: "نعتمد الشورى في اتخاذ القرار، لكن واجب الطاعة لأمير الجماعة أبو محجن، لا يلغيه التشاور الذي يجري في ما بيننا، ونتلقى الأوامر منه بوسائل صلة وننفذها، فهو يأمر وعلينا واجب الطاعة". وجدد نفيه وجود أي علاقة بأسامة بن لادن أو أي ارصدة مالية في اميركا وأي مكان في العالم، لكنه أضاف: "علاقة اخوة تجمعنا مع ابن لادن"، وأمل بأن "يحميه الله ويخذل اعداءه ويحمي حركة طالبان". وكانت الولاياتالمتحدة أدرجت "عصبة الأنصار" على لائحة منظمات ومؤسسات وأفراد قررت تجميد حساباتها للاشتباه في علاقتها بالمشاركين في اعتداءات نيويوركوواشنطن.