اعتبرت مصادر لبنانية رسمية وأمنية رفيعة اخباراً نشرت في روسياوالمانيا عن اشتراك لبنانيين في عمليات ارهابية، حصلت او ستحصل، "غير جدية وهي من قبيل الدس الذي نعتقد ان وراءه اصابع اسرائيلية ويهودية". وعلقت المصادر على خبرين: الأول نشرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية عن ان قريباً للبناني زياد سمير الجراح، المشتبه بأنه كان في عداد خاطفي احدى الطائرات في اميركا في 11 أيلول سبتمبر الماضي كان على صلة مع ارهابيين، والثاني نشر في صحيفة "كسمولسكايا برافدا" الروسية عن استعداد ثلاث نساء لبنانيات لنسف احدى كبرى الكنائس في موسكو. وذكرت "دير شبيغل" في عددها ليوم غد الاثنين ان "قريباً لزياد سمير الجراح كان مخبراً للشرطة السرية "شتاسي" في المانياالشرقية سابقاً التي كانت تعتبره عميلاً لأجهزة الاستخبارات الليبية". وأشارت الى ان الشرطة الفيديرالية الجنائية اكتشفت اسم عاصم عمر الجراح في محفوظات "الشتاسي" حيث يحاول المحققون العثور على آثار ارهابيين اسلاميين. وقالت ان عاصم كان مسجلاً بين عامي 1985 و1989 "كمتعاون غير رسمي" وهو الاسم الذي كانت تطلقه "الشتاسي" على مخبريها، وانه غادر لبنان للاقامة في جمهورية المانيا الديموقراطية سابقاً في 1983، وكان طالباً في الصيدلة في غريفوولد. وزادت ان الجراح يتلقى أوامر من اجهزة الاستخبارات الليبية ويقيم اتصالات مع الارهابي الفلسطيني "أبو نضال" الذي كان يملك قواعد للتدريب والدعم اللوجستي والمالي في ليبيا، وانه تولى بعد العام 1989 مؤسستين لبيع المعدات الطبية والأدوية في نوبرندربرغ شرق المانيا لليبيا خصوصاً. وأوضحت المجلة ان المؤسستين غير مدرجتين على السجل التجاري ويفترض ان يكون عاصم الجراح غادر المانيا متوجهاً الى لبنان في تموز يوليو الماضي. وأضافت: كان زياد سمير الجراح وصل الى المانيا في 1996 وأقام في مكان قريب من عاصم في هامبورغ. وسألت "الحياة" أقارب لعاصم الجراح في بلدة المرج البقاعية عن هذه المعلومات فقالوا انه ليس في لبنان الآن وان المعلومات التي تفيد بأنه كان يعمل في التجارة صحيحة ويتنقل بين المانياولبنان على الدوام وهو احياناً كان يتاجر بالألبسة. واتصلت "الحياة" بعائلة زياد الجراح، للسؤال عن المعلومات في شأن عاصم وعلاقته بزياد فكان جواب أحد كبار العائلة: "نشك بقوة في المعلومات التي أوردتها المجلة عن انتماءات عاصم. اما المعلومة التي تفيد بأنه درس الصيدلة فهي صحيحة". وأضاف: "علاقة زياد معه كانت عائلية وهذا طبيعي...". ووصف مصدر أمني رفيع ل"الحياة" اخبار "دير شبيغل" عن انتماءات عاصم الجراح بأنها اقرب الى الخيال... وفي موسكو، نشرت صحيفة "كسمولسكايا برافدا" صورتين لأمرأتين زعمت انهما لبنانيتان تنويان تفجير واحدة من اكبر الكنائس في موسكو. ونقلت الصحيفة عن وزارة الأمن الروسية ان ندى أبي ايجا الهيجاء؟ من البقاع وعمرها 28 عاماً، ومنى طرابلسي من بيروت 31 عاماً وفاطمة المرابي المرعبي؟ من عكار وعمرها 30 عاماً جرى تزويدهن بجوازات سفر مزورة من اوكرانيا ودول أوروبية. وقالت ان اجهزة الأمن استقت معلوماتها من حاضر سالباغاروف، الذي وصف بأنه أحد قادة الحركات الاسلامية في شمال القوقاز، واعترف للمحققين بأن اسامة بن لادن خصص مليوني دولار لتنفيذ عمليات ارهابية في روسيا ومنها تفجير إحدى الكنائس. وقالت الصحيفة ان الأجهزة الخاصة وزعت على رجال الشرطة صور اثنتين من النساء الثلاث، كما قدمت "توضيحات" لرهبان الكنائس كي يكونوا على حذر، واتخذت اجراءات خاصة لحماية "كاتدرائية المسيح المنقذ" وهي من اكبر الكنائس في موسكو. وعلقت مصادر لبنانية في موسكو على الخبر بالسخرية، مشيرة الى انه اشاعة قديمة، منذ بضعة أسابيع نفتها السلطات الأمنية الروسية لطاقم السفارة اللبنانية، في السابق. كما ان الخارجية الروسية اهملتها حين سألتها السفارة عنها، واعتبرتها اشاعة. وقالت المصادر نفسها: "لا نستبعد ان يكون اللوبي اليهودي في روسيا وراء اشاعات من هذا النوع خصوصاً ان نشره تزامن مع الزيارة الرسمية الناجحة التي قام بها رئيس الحكومة رفيق الحريري الى العاصمة الروسية ولقيت اهتماماً في الأوساط الحاكمة، وهذا يزعج الاسرائيليين، والخبر هو من قبيل الدس. وكانت الاشاعة السابقة ذكرت اسم احدى الفتيات في شكل مختلف تماماً". وأوضحت المصادر ان دليل عدم جدية ما نشر ان السلطات الروسية لم تثر الموضوع مع أي مسؤول لبناني اثناء وجود الحريري في موسكو. وأشارت الى ان الحريري كان طلب اثناء الترتيبات للزيارة الا يحضر المحاضرة التي القاها في معهد إعداد الديبلوماسيين في موسكو اي ديبلوماسي او صحافي اسرائيلي، وربما يفسر هذا الاجراء تسريب اخبار عن "لبنانيات ارهابيات". وتزامن نشر الصحيفة الروسية الخبر مع انباء عن ان 3 شيشانيات سيقمن بتفجير كنيسة في موسكو. وشكّك أحد كبار قادة الاجهزة الأمنية اللبنانية في بيروتبالخبر، مشيراً الى انه "غير جدي، خصوصاً حين ينشر بهذا الشكل الغامض". وقال ل"الحياة" انه لو "كان هناك أمر جدي لكان المعنيون بالأمن في السفارة الروسية في بيروت اتصلوا بنا، فنحن على علاقة مع المعنيين بالشؤون الأمنية في السفارة، وهم نسقوا وينسقون معنا في تبادل المعلومات".