وافق الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس على المسعى الالماني الداعي الى عقد لقاء بينه وبين وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز. والتقى عرفات في هذا الاطار مرتين وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر اكد اثرهما ان الاخير "يقوم بمهمته في سياق تأكيد ضرورة تنفيذ توصيات تقرير ميتشل". لكن مصادر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ربطت اللقاء بشرط عدم حدوث عمليات عسكرية فلسطينية كبيرة، في حين رحبت واشنطن باحتمال انعقاده، وقال مصدر في وزارة الخارجية الاميركية ان الولاياتالمتحدة ترحب دوماً بلقاءات مباشرة بين الطرفين. وعبرت واشنطن امس عن انزعاجها لاعلان المراقبين الدوليين في الخليل توقيف نشاطاتهم نتيجة للاعتداءات التي يتعرضون لها من قبل المستوطنين. وقال مصدر في وزارة الخارجية الاميركية ل"الحياة" ان المراقبين لعبوا "دوراً ايجابياً" منذ تأسيس المجموعة، واضاف ان واشنطن دعت اسرائيل للعمل على وقف ممارسات المستوطنين ضد المراقبين. وكان فيشر التقى بيريز مساء اول من امس في القدس وانتقل الى رام الله صباح امس حيث التقى الرئيس الفلسطيني الذي اعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك معه: "ارحب بلقاء مرة اخرى مع السيد بيريز في حضورك وفي مكتبك في برلين واشكر لك هذه المبادرة الطيبة". وجدد عرفات التزام السلطة الفلسطينية بتنفيذ توصيات لجنة ميتشل وقرار "وقف النار" الذي كان اعلنه في حضور الوزير الالماني في مطلع حزيران يونيو الماضي في اعقاب عملية المرقص في تل ابيب. واعلن فيشر في المؤتمر الصحافي "ان ما نحتاج اليه هو تطبيق خطة ميتشل وليس تغيير الحصان في الطريق". واعربت مصادر فلسطينية ل"الحياة" عن خشيتها من ان يفضي اللقاء ،الذي رجحت مصادر اسرائيلية ان يعقد في مطلع الاسبوع المقبل بعد انتهاء عرفات من زيارته للصين وبيريز من زيارته للمجر، الى فشل جديد في ضوء فقدان بيريز التفويض السياسي اللازم لبحث برنامج عملي للشروع في تنفيذ تقرير ميتشل. وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعث من جهته ان اللقاء يأتي في اطار الجهود الاوروبية والالمانية على وجه الخصوص لتفعيل الدور الاوروبي وتنفيذ توصيات تقرير اللجنة الدولية. وفي بودابست ا ف ب صرح بيريز بأنه مستعد للقاء عرفات "قريباً جداً"، مشيراً الى ان تفاصيل ومكان عقد اللقاء "ستفحص" عندما يعود هو وعرفات من زيارتيهما خارج المنطقة. ومن المقرر ان يسافر عرفات الى القاهرة اليوم ويغادرها الى بكين غدا الخميس لبدء زيارة للصين. واعلنت الاذاعة الاسرائيلية نقلاً عن مصادر في مكتب شارون ان اسرائيل تربط عقد اللقاء بشرط عدم وقوع اي عمليات عسكرية فلسطينية كبيرة. وقالت المصادر ذاتها ان اللقاء "منوط بالاوضاع الامنية على الارض وعدم وقوع عملية كبيرة في المنطقة". والتقى فيشر امس بعد اجتماعه مع عرفات رئيس الوزراء الاسرائيلي ثم عاد الى رام الله للقاء ثان مع الرئيس الفلسطيني. وقال عرفات للصحافيين اثر لقائه الثاني مع الوزير الالماني: "تحدثنا مع السيد فيشر في موضوع التاكيد على تنفيذ تقرير ميتشل وابدينا كل ايجابية مثلما أبديناها منذ البداية". واضاف: "حتى بعد الزيارة الخطيرة لشارون للمسجد الاقصى ورغم كل الخسائر التي نتعرض لها من جراء الحصار والقتل والتدمير فإن صدورنا مفتوحة لاقامة السلام العادل والشامل من اجل الفلسطينيين والاسرائيليين ومنطقة الشرق الاوسط". وفي رد على سؤال هل نقل فيشر اي شىء جديد من شارون قال عرفات: "نقل ما اعلنوه من ان بيريز يريد ان يلتقي معنا ونحن لسنا ضد اللقاء بخاصة واننا التقينا بيريز اكثر من مرة". واختتم عرفات: "نأمل ان تثمر هذه المحاولات عن شيء". وفي القدس قالت الشرطة الاسرائيلية ان قنبلة انفجرت في سيارة او بالقرب منها بعد ظهر امس في منطقة المسكوبية المليئة بالحانات والمطاعم الراقية. ولم يصب احد في الانفجار. ولكن الحادث اشار الى ان المساعي الدبلوماسية الرامية الى وقف المواجهات مهددة.