} بدأت مصر أمس التشغيل التجريبي لجسر الفردان للسكك الحديد الذي يربط بين مدينتي الإسماعيلية ورفح على الحدود مع إسرائيل وتبلغ كلفته 380 مليون جنيه 5.91 مليون دولار. واستقل وزير النقل إبراهيم الدميري قطاراً للوقوف على المراحل النهائية قبل التشغيل رسمياً مطلع الشهر المقبل. يعتبر جسر الفردان للسكك الحديد من ابرز إنجازات الحكومة المصرية في الاعوام الاخيرة وهو تحفة معمارية تتمتع بنوعية فريدة في الشكل والتصميم وتجسد صورة رائعة من البناء الذي يتفق مع حضارة مصر. وقال وزير النقل أن الشهر المقبل سيشهد عبور اول قطار الى سيناء ليربطها بالوطن الام بعد غياب دام نحو 34 عاماً عقب عدوان حزيران يونيو 1967، الذي قطع الوصال بين قارتي آسيا وافريقيا وحرم جزءاً عزيزاً من ارض مصر من ان ينال نصيبه من البناء والتعمير. وانشأت وزارة النقل الجسر الذي يحمل الخط الحديدي من الاسماعيلية حتى رفح بطول 225 كيلومتراً لدمج سيناء في الكيان الاقتصادي والاجتماعي مع بقية اقاليم مصر في إطار المشروع القومي لتنمية سيناء حتى سنة 2017. ويحقق المشروع لمصر هدفاً استراتيحياً دولياً، اذ يعد بداية لعودة تشغيل قطار الشرق السريع للعبور الى الدول العربية واوروبا الشرقية ودول الاتحاد الاوروبي، وهي الاستراتيجية المرهونة بتحقيق السلام في الشرق الاوسط. وقال خبراء في مجال النقل إن الفردان هو أكبر جسر للسكك الحديد في العالم، ويبلغ طوله 640 متراً ويغزو القطار من خلاله ارض سيناء ليحقق احلام الكثيرين بعودة قطار الشرق السريع الذي سيربط اواصر الوطن العربي بعد ان تفي الدول العربية التزاماتها لاتمامه في الجانب الآسيوي. وأعد تصميم الجسر احد اكبر بيوت الخبرة الالمانية بالتعاون مع المهندسين المصريين وخبراء هيئة السكك الحديد ليكون اكبر جسر معدني متحرك في العالم وبفتحة ملاحية بطول 320 متراً. ويرتكز شطرا الجسر على محورين افقيين يسمحان بفتحة لمرور السفن العملاقة، وروعي في التصميم عمليات التوسع المستقبلية لقناة السويس. ويتفرع مسار الخط الحديدي من منطقة الفردان غرب قناة السويس من خط سكك حديد الاسماعيلية - بورسعيد ليعبر قناة السويس من خلال الجسر ثم يتجه شمالاً فشرقاً ماراً ببحيرة البردويل حتى الحدود المصرية في مدينة رفح. ويتضمن محطات على احدث النظم المعمارية في مدن القنطرة شرقاً وبالوظة ورمانة ورابعة ونخيلة وبئر العبد ثم محطات التلول والروضة والميدان والعريش والريسة والشيخ زويد ورفح. وقال رئيس هيئة سكك حديد مصر المهندس محمد ماهر مصطفى إن الجسر سيعمل على احدث التقنيات التي تضمن الدقة والسلامة في عمليات التشغيل وعدم التأثير على سير حركة الملاحة في قناة السويس، مشيراً الى ان ارضية الجسر تتضمن حارتين على جانبيه لمرور السيارات والشاحنات حمولة 70 طناً، كما ان مداخله مزودة بموازين لتنظيم مرور الحمولات العابرة. وراعت الدراسات التي انشىء الجسر على أساسها الزيادة المستقبلية المتوقعة لأعداد القطارات. وحرمت مصر من قطار الشرق السريع مرات عدة بسبب الحروب التي اثرت بشكل كبير ومباشر في عدم انتظام خطوط سيره، أولها الحرب العالمية الثانية عام 1939وتوقفه خلال حرب فلسطين عام 1948. إلا أن خط القاهرة - سيناء استمر حتى عام 1967 وتوقف خلال هذه الفترة خلال عام 1956. وبعد حرب 1967 استخدمت اسرائيل قضبانه في انشاء خط بارليف الذي دمرته القوات المصرية في تشرين الاول اكتوبر عام 1973. وقال خبراء نقل وسياسيون إن الأمل مازال قائماً في عودة الخط الدولي للسكك الحديد نظراً لأهميته الدولية وما يحققه من مكاسب اقتصادية كبيرة باعتباره اكثر اماناً من النقل بالسيارات او الطائرات او السفن وأرخصها سعراً. كما ستؤدي عودته الى زيادة الدخل القومي لمصر نظراً لرسوم العبور الدولية ونقله لحمولات ضخمة من البضائع. يشار الى ان مسار الخط الحديدي يبدأ من لندن - باريس ومنها الى لوزان في سويسرا ثم ميلانو في ايطاليا ثم بلغراد في يوغوسلافيا ومنها الى صوفيا في بلغاريا ثم اسطنبول في تركيا في رحلة تقدر مسافتها بنحو 3000 كيلو متر. وبعد أن يصل قطار الشرق السريع الى اسطنبول يعبر الركاب مضيق البوسفور الى الجانب الآسيوي من تركيا ثم الى سورية ومنها الى لبنان ثم حيفا ومنها بالقطار الى القنطرة شرق ثم يعبر المسافرون قناة السويس الى القنطرة غرب. وشارك العراق في عام 1940 في تشغيل خط حديدي يتفرع من حلب الى بغداد ثم طهران ويسمى في سورية بخط الدوران نظراً لإنشاء خط الى الاردن وآخر للعراق، وهو الخط الذي تم تشغيله اخيراً، وفي الوقت نفسه يرتبط بالخط الرئيسي مع تركيا.