يجري العمل حالياً للانتهاء من تنفيذ جسر الفردان للسكك الحديد الذي وصفه الخبراء بأنه تحفة معمارية تتمتع بنوعية فريدة في الشكل والتصميم. وأعلن وزير النقل المصري إبراهيم الدميري أن السنة المقبلة ستشهد عبور أول قطار إلى سيناء ليربطها بالوطن الام بعد غياب دام أكثر من 30 عاماً عقب عدوان حزيران يونيو 1967. وبالانتهاء من المشروع تكون مصر بادرت باتخاذ أولى الخطوات لربط أواصر العالم العربي وذلك بعودة قطار الشرق السريع الذي كثيراً ما ألهب خيال الادباء فكتبت عنه اغاثا كريستي وغراهام غرين قصصهما الشهيرة فيما نزعت اسرائيل قضبانه لبناء خط بارليف المزعوم. وقامت وزارة النقل بإنشاء الجسر الذي يحمل الخط الحديد من الاسماعيلية حتى رفح بطول 225 كيلومتراً لدمج سيناء في الكيان الاقتصادي والاجتماعي والسياسي مع بقية اقاليم مصر في اطار المشروع القومي لتنمية سيناء حتى سنة 2017. وأعدت بيوت خبرة المانية تصميمات الجسر الجديد بالتعاون مع مهندسين مصريين وخبراء من هيئة السكك الحديد، ليكون اكبر جسر معدني متحرك في العالم بطول 640 متراً وبفتحة ملاحية بطول 320 متراً. ويرتكز شطرا الجسر على محورين افقيين يسمحان بفتحة لمرور السفن العملاقة. وروعيت في التصميم عمليات التوسع المستقبلية لقناة السويس. راجع ص 12 ويتفرع مسار الخط الحديد من منطقة الفردان غرب قناة السويس من خط سكك حديد الاسماعيلية - بورسعيد ليعبر قناة السويس من خلال الجسر ثم يتجه شمالاً فشرقاً ماراً ببحيرة البردويل حتى الحدود المصرية في مدينة رفح، ويتضمن محطات على أحدث النظم المعمارية في مدن القنطرة شرق وبالوظة ورمانة ورابعة ونخيلة وبئر العبد، ثم محطات التلول والروضة والميدان والعريش والريسة والشيخ زويد ورفح. ويقول المهندس محمد ماهر مصطفى رئيس هيئة سكك حديد مصر إن الجسر سيتم تشغيله على أحدث التقنيات الحديثة التي تضمن الدقة والسلامة في عمليات التشغيل وعدم التأثير على سير حركة الملاحة لقناة السويس، مشيراً الى أن ارضية الجسر تتضمن حارتين على جانبيه لمرور السيارات والشاحنات حتى حمولة 70 طناً، كما ان مداخله مزودة بموازين لتنظيم مرور الحمولات العابرة. وتضمنت الدراسات التي انشىء على اساسها الجسر مراعاة الزيادة المستقبلية المتوقعة لأعداد القطارات بتنفيذ ساحات لتخزين قطارات البضائع، كما زود الخط بنظم تشغيل واشارات متطورة ونظم مراقبة مركزية حديثة لضمان اعلى كفاءة في التشغيل. ويحقق المشروع هدفاً استراتيجياً مصرياً، اذ يعد بداية لعودة تشغيل قطار الشرق السريع للعبور الى الدول العربية واوروبا الشرقية ودول الاتحاد الاوروبي، وهي الاستراتيجية المرهونة بتحقيق السلام في الشرق الاوسط. وحرمت مصر من قطار الشرق السريع مرات عدة بسبب الحروب التي اثرت بشكل كبير ومباشر في عدم انتظام خطوط سيره، أولاها الحرب العالمية الثانية في 1939 وتوقفه خلال حرب فلسطين العام 1948. الا ان خط القاهرة - سيناء استمر حتى العام 1967 توقف خلالها عاماً واحداً خلال 1956. ويؤكد خبراء النقل والسياسيون أن الامل لا يزال قائماً في عودة الخط الدولي للسكك الحديد نظراً الى اهميته الدولية وما يحققه من مكاسب اقتصادية كبيرة باعتباره اكثر اماناً من النقل بالسيارات او الطائرات او السفن وأرخصها سعراً. يشار الى أن مسار الخط الحديد يبدأ من لندن - باريس ومنها الى لوزان السويسرية فميلانو الايطالية مروراً ببلغراد وصوفيا فاسطنبول في رحلة مسافتها نحو 3000 كيلومتر. ومن اسطنبول يعبر الركاب مضيق البوسفور الى الجانب الآسيوي ثم سورية ولبنان وحيفا والقنطرة شرق. ثم يعبر المسافرون قناة السويس الى القنطرة غرب. وكان العراق شارك عام 1940 في تشغيل خط حديد يتفرع من حلب الى بغداد ثم طهران.