بدأت سيناء تتهيأ لاستقبال زائر غاب عنها أكثر من ربع قرن، بعدما وقفت الحروب والمنازعات في منطقة الشرق الاوسط حائلاً دون وصوله اليها، عبر قضبان بنت عليها اسرائيل خط بارليف عام 1967، مؤجلة حلماً عربياً بشبكة سكة حديد تمتد من المحيط الى الخليج، وتربط الدول العربية ببعضها بعضاً اقتصادياً واجتماعياً. فمع بدايات العام المقبل يعبر اول قطار قناة السويس عبر جسر "الفردان" حيث يجرى العمل الآن بجهد مكثف، وعلى مدار الساعة، لتنفيذ أكبر جسر معدن متحرك في العالم يربط بين قارتي آسيا وافريقيا من ناحية، وسيناء بالوطن الأم من ناحية أخرى ويدمجها في الكيان الاقتصادي والاجتماعي مع باقي الاقاليم المصرية، ويؤكد دور مصر الريادي في عودة "قطار الشرق" الذي يربط العالم العربي بشطريه الشرقي والغربي وربما باقي دول العالم، اذا لم تقف اسرائيل عقبة بتعنتها في حل المشكلة الفلسطينية في سبيله ليصل الى اوروبا. وعلى رغم هذه العقبات لم تقف الاستعدادات لوصول هذا القطار الى مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني، إذ من المخطط ان ينطلق من مصر الى فلسطين، وبعد توقيع اتفاقات السلام الى اسرائيل ومنها الى لبنان وسورية ثم الى اوروبا الشرقية فدول الاتحاد الاوروبي. ونقلت "وكالة أنباء الشرق الاوسط" المصرية عن وزير النقل الدكتور ابراهيم الدميري أن جسر "الفردان" والخط الحديد الذي ينطلق من الاسماعيلية إلى رفح سيكونان بمثابة نقطة البداية لعودة "قطار الشرق السريع" الى الدول العربية، بعد ان تفي الاخيرة بالتزاماتها لاتمام هذا الخط، مشيراً إلى أن المشاورات في هذا الشأن لم تتوقف لاتخاذ الإجراءات اللازمة والاتفاق على الخطوات التنفيذية مستقبلاً.