رفضت موسكو استخدام آسيا الوسطى كرأس جسر لهجوم انتقامي اميركي على افغانستان، لكنها أيدت اللجوء الى "كل الأساليب المتاحة" لمكافحة الارهاب. وكشفت معلومات عن مكان وجود اسامة بن لادن، مشيرة الى ارتباطاته "الوثيقة" بالشيشانيين. وتزايدت احتمالات توجيه ضربة عسكرية الى افغانستان، بعدما اجتمع القائم بالأعمال الاميركي اريك شولتس امس مع الرئيس التركمانستاني صفر مراد نيازوف، وأبلغه ان بلاده تستعد ل"رد فوري بمجرد تحديد المسؤولين" عن الهجمات في نيويوركوواشنطن. وقال شولتس ان رئيس تركمانستان المجاورة لأفغانستان، أبدى الاستعداد ل"دعم" مثل هذا الرد. لكن وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف رفض بشدة "مجرد افتراض" انطلاق عمليات عسكرية لحلف الاطلسي من أراضي آسيا الوسطى، التي شدد على انها مشمولة بمعاهدة الأمن الجماعي لرابطة الدول المستقلة، لذلك "لا يمكن حتى ان نحتمل" استخدام أراضي هذه الدول لعمل عسكري. ولفت محللون الى ان هذا الرفض القاطع جاء بعد ساعات على حديث وزير الخارجية ايغور ايفانوف عن تأييده "استخدام كل الأساليب المتاحة بدءاً من الاساليب السياسية، واذا اقتضى الأمر القوة". وأشار بعد مشاورات اجراها مع نظيره الفرنسي هوبير فيدرين الى استعداد موسكو للتعاون والمساعدة، لكنه لم يستفض في التفاصيل. وفي مقابلة مع شبكة "سي.ان.ان" قال وزير الخارجية الروسي ان العملية الانتقامية "لن تحل مشكلة استئصال الارهاب على المدى البعيد". ورداً على سؤال عن مدى استعداد بلاده للتعاون مع الاميركيين في هذا المجال، قال ان موقف موسكو "سيكون تضامنياً". وسيعقد في موسكو الاسبوع المقبل اجتماع لمناقشة احتمالات التعامل مع الملف الافغاني، وسيحضره وفد اميركي رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الخارجية ريتشارد ارميتاج، فيما يرأس الوفد الروسي فياتيشلاف تروبنيكوف نائب وزير الخارجية الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية. واكدت مصادر مطلعة ان هذا الاجتماع يكتسب اهمية خاصة في ضوء التحضير لعمل عسكري ضد افغانستان. وعن حدود التعاون مع واشنطن، قال وزير الدفاع الروسي ان بلاده مستعدة ل"المساعدة في التحقيقات" مشدداً على ضرورة محاربة "شبكة الارهاب العالمي الأممية، الممتدة من كوسوفو الى الفيليبين، ومركزها في افغانستان". وتابع ان لدى موسكو "معلومات وليس افتراضات" عن اتصالات بين اسامة بن لادن والشيشانيين، رفض كشفها. وأبلغ الى "الحياة" مصدر أمني روسي ان موسكو "لن تتورط مجدداً في المستنقع الافغاني"، مستدركاً ان بإمكانها تزويد الاميركيين "معلومات مهمة جداً" في حال قررت واشنطن القيام بعمليات محدودة لضرب "أوكار الارهاب". ولوحظ ان رئيس الاركان الروسي اناتولي كفاشنين كشف في مؤتمر صحافي امس ان لديه معلومات تفيد ان العدو الأول للولايات المتحدة ابن لادن موجود في "المناطق الجنوبية من افغانستان، تحديداً في جبال قندهار". لكنه لمح الى ان موسكو ليست مستعدة للمضي حتى نهاية الشوط مع الاميركيين، قائلاً انه لدى الولاياتالمتحدة "ما يكفي من الجبروت العسكري لإنجاز المهمة ضرب افغانستان بمفردها". مصادر ديبلوماسية قالت ل"الحياة" ان موسكو "تتعرض لضغوط واغراءات قوية" لدفعها الى مشاركة أكثر فاعلية في العمليات الاميركية المحتملة. وأوضحت ان واشنطن ربما لمحت الى احتمال مراجعة الموقف الاميركي من التسلح الاستراتيجي، اذا وافق الكرملين على مساندة التحرك العسكري الحالي.