} أكدت موسكو ان دعمها للولايات المتحدة سيقتصر على الجانب "المعلوماتي والإنساني"، وطلبت من حلفائها الامتناع عن المشاركة في عمليات عسكرية ضد أفغانستان، في حين أكد ناطق باسم الكرملين ان لدى روسيا معلومات عن علاقة منفذي الهجوم على نيويوركوواشنطن بالشيشان. وكشف عن محادثات تجرى مع "التحالف الشمالي" لتزويده بالأسلحة. بدأت روسيا في التراجع عن "حماستها" للتعاون مع الولاياتالمتحدة، وأعرب عن استيائها من "تسرع" حلفائها في تقديم تسهيلات للقوات الأميركية. وقام رئيس الأركان الروسي اناتولي كفاشنين بزيارة مفاجئة الى ارمينيا، أقرب حليف الى روسيا في القوقاز، وأكد انه ليس ثمة اعتراضات على منح ارمينيا ممراً جوياً للطائرات الأميركية، لكنه قال ان روسيا من جانبها "لا تنوي المشاركة في فاعليات" ضد الإرهاب بل ستقتصر على المساعدات الإنسانية. وأكد وزير الأمن نيكولاي باتروشيف ان على مختلف الأطراف تقديم "دعم معلوماتي" للولايات المتحدة لكنه طلب من دول الرابطة المستقلة عدم المشاركة في العمليات العسكرية الأميركية. وقال باتروشيف في ختام لقاء مع الرئيس الطاجيكي امام علي رحمانوف ان على مجموعة الدول المستقلة جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق باستثناء دول البلطيق ان "تنضم الى حملة مكافحة الارهاب العالمية" من دون ان يحدد آليات ذلك، خصوصاً في ضوء دعوته الى عدم المشاركة العسكرية. ولم تخف موسكو انزعاجها من إعلان الرئيس الأوزبكي اسلام كريموف نيته تقديم تسهيلات كبيرة للأميركيين. وكانت مصادر في طشقند اكدت ان وحدات اميركية خاصة وصلت فعلاً الى اوزبكستان. وبدأ بعضها بالتجسس عبر حدود افغانستان لتسجل مكالمات بين مسؤولي "طالبان". وذكرت صحف روسية ان الطائرات الأميركية تصل تباعاً الى أوزبكستان قادمة من تركيا عبر اجواء ارمينيا وأذربيجان وفوق بحر قزوين ثم كازاخستان. وأكدت مصادر مطلعة ان "الكرملين قلق للغاية" من مشاركة عدد كبير من حلفائه في فتح الأجواء امام الأميركيين ولكنه لا ينوي "عرقلة التعاون" بين الولاياتالمتحدة ودول الرابطة، خصوصاً أوزبكستان إلا ان الروس من جانبهم لا يخفون رغبتهم في مساندة "التحالف الشمالي". وفي هذا الاطار، أعلن مسؤول في وزارة الاحوال الطارئة الطاجيكية ان أول طائرة روسية تنقل 5،16 طن من المساعدة الانسانية الموجهة الى اللاجئين الافغان، وصلت الى دوشانبي أمس. وقال المسؤول عبدالرحيم رجبوف ان المساعدة ستنقل بواسطة شاحنات الى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال أفغانستان. وأضاف ان السفارة الافغانية في دوشانبي تمول عملية النقل بواسطة الشاحنات الطاجيكية. وقال سفير حكومة برهان الدين رباني في موسكو ان وفداً عن "التحالف" وصل الى العاصمة الروسية لإجراء مشاورات في شأن الحصول على مساعدات عسكرية. ويشير المراقبون الى أن موسكو ستواصل تقديم مثل هذه المساعدات الى "الشماليين" لكنها لا تتسرع في دعم قوات الجنرال عبدالرشيد دستم الأوزبكي الأصل الذي اعترف بأنه يواجه اوضاعاً صعبة. وفي حديث الى صحيفة "فيريمه نوفوستي" قال دستم انه يواجه "وضعاً كارثياً" بسبب شح المواد الطبية ما يؤدي الى وفاة الكثير من الجرحى. وأضاف "نحن بحاجة ماسة الى الأحذية فجنودي حفاة بينما ينبغي علينا قطع دروب وعرة". وانتقد دستم الجنرال محمد فهيم قائد قوات "التحالف" لأنه لم يزوده إلا بكميات من عملة "الأفغان" التي قال انها "ضئيلة الفائدة"، مشيراً الى أنه بحاجة الى عملة صعبة. وعلى صعيد آخر، أعربت موسكو عن استيائها لحجب واشنطن عنها معلومات تؤكد تورط اسامة بن لادن في الهجوم الإرهابي على الولاياتالمتحدة. وقال سيرغي ياسترجيمبسكي مساعد رئيس الدولة ان معلومات في هذا الشأن عرضت على البريطانيين والاستراليين واليابانيين ولم تطلع عليها موسكو. وأضاف "ليس من الحكمة اخفاء هذه المعلومات عن الرأي العام العالمي وتحديداً عن روسيا". وزاد ان موسكو لم تكف عن تزويد الأميركيين مختلف المعلومات عن ابن لادن والمنظمات الإرهابية. وأكد ان لدى روسيا ما يثبت ان "من وجّه الانتحاريين لضرب نيويوركوواشنطن كانوا قد تدربوا على اساليب لإجراء العمليات الإرهابية في الشيشان وأماكن اخرى. وزاد ان ابن لادن كان أنفق على تدريب شيشانيين في قواعد داخل افغانستان ذكر منها "الباتر 1" و"الباتر 2" و"بيت سور" وغيرها