} يُقدر حجم الخسائر التي تكبدتها بورصة نيويورك من جراء التوقف عن العمل ووقف التداول 4 ايام بنحو 4 بلايين دولار تتحقق من حجم اعمال يصل الى نحو 100 بليون دولار يومياً. أكدت أسواق المال الأميركية نيتها إعادة فتح أبوابها بعد غد الإثنين. وتحدث مسؤولون تنفيذيون عن ضغوط رسمية لتأكيد قدرة الاقتصاد الأميركي على الصمود أمام التحديات علاوة على قلق "وول ستريت" من سلبيات إغلاق طويل الأجل. لكن الخسائر الناجمة عن أحداث الثلثاء الدامي في نيويورك ومخاوف المستثمرين من انهيار الأسعار ستفرض نفسها بقوة على عمليات التداول، أقله في أيامها الأولى. وأعلن رئيس بورصة نيويورك ريتشارد غراسو في مؤتمر صحافي أن أسواق المال قررت إستئناف عمليات التداول وفق جدولها اليومي المعتاد. مشيراً إلى أن مسؤولي البورصات توصلوا إلى قرارهم بالتشاور مع المؤسسات الاستثمارية وشركات الوساطة ولجنة الأسهم والتبادل، التي تشرف على عمل حي المال في منهاتن وكذلك ممثلي شركات الاتصالات والكهرباء الذين أكدوا إمكانية تأمين الحد الأدنى من الجاهزية المطلوبة لعمل الأسواق. وكشف مسؤول كبير في مؤسسة "ميريل لينش" الإستثمارية أن وول ستريت تعرض لضغوط حثيثة من جانب البيت الأبيض لاستئناف نشاطه في أقرب وقت ممكن، وقال في ندوة متلفزة، عاكساً آراء عدد كبير من المعنيين بالنشاط الاستثماري: "إن المؤسسات الاستثمارية وشركات الوساطة التي تعرضت لخسائر في كوادرها ومكاتبها في مجمع مركز التجارة العالمي ستجد نفسها أقل قدرة على التنافس في السوق". لكن غراسو اعترف أن أسواق المال، التي أوقفت نشاطها مع بدء الهجوم على أبراج المركز التجاري صباح الثلثاء الماضي، مهددة بالانتقاص من سمعتها ومكانتها الدولية في حال استمرت أبوابها مغلقة لفترة طويلة. ملمحاً بذلك إلى عدم قدرة هذه الأسواق الضخمة على تحمل ضياع نحو بليون دولار من العائدات اليومية التي تجنيها من تعاملات يُقدر حجمها بنحو 100 بليون دولار يومياً. يُشار إلى أن الأيام الأربعة الماضية تشكل أطول فترة إغلاق يسجلها وول ستريت منذ الحرب العالمية الأولى. وحتى الآن تجنب وول ستريت، الغارق في مأساته، الحديث بشكل مباشر عن الخسائر غير البشرية التي أحدثتها الهجمات الانتحارية باستثناء حقيقة أن عمليات مهمة لتجمع كبير من عمالقة الخدمات الاستثمارية والمالية مثل "مورغن ستانلي" و"سولمون سميث بارني" و"ليمان براذرز" و"كانتر فيتزجيرالد" ومئات الشركات الأخرى، إمتزجت بكل ما تحتويه من الملفات وقواعد المعلومات بنحو نصف مليون طن من ركام الفولاذ والإسمنت عند أطراف وول ستريت. كذلك يصعب على وول ستريت معرفة الحجم النهائي لخسائره البشرية قبل استكمال عمليات الانقاذ وإنتشال الجثث التي يُتوقع أن تستغرق بضعة أسابيع، وحتى الشركات التي أكدت لعملائها إمتلاكها نسخ احتياط من الملفات وقواعد المعلومات وتوافر المكاتب والأجهزة البديلة سواء في نيويورك أو فروعها المحلية والدولية، إعترفت أن استبدال الكوادر والخبرات التي ربما فقدتها إلى الأبد لن يكون بالأمر السهل. إلا أن بند الخسائر الذي يفرض نفسه بقوة يتمثل في مخاوف المستثمرين من انهيار الأسعار مع استئناف عمليات التداول، وفعلياً لم يستبعد مراقبون كثر أن يترجم هذا الاحتمال المكلف إلى جولة جديدة من التراجعات التي ميزت أداء الأسواق الأميركية في الأشهر القليلة الماضية، لكنهم يعتقدون أن رد فعل المستثمر الأميركي، الذي يشكل نحو 90 في المئة من النشاط الاستثماري في بورصات نيويورك، على أحداث الثلثاء الماضي ومدى ثقته باقتصاده سيلعبان دوراً حاسماً في رسم اتجاه السوق.