يمثل البليونير وارن بافيت، أحد أثرى أثرياء العالم، امام المساهمين اليوم السبت، لمحاسبته عن اداء مجموعة «بركشاير هاتاوي» العام الماضي على رغم انه أسسها وساهم في تنميتها وادارة ما يزيد على تريليون دولار من اموال المستثمرين خلال سنوات طويلة. وسيضطر للاجابة عن سؤال وحيد هو «هل فقدت طريقك الى الاستثمار الجيد؟». ومع ان التوقعات لا تشير الى سحب الثقة منه وازاحته عبر انقلاب، الا ان المساهمين الكبار سيحاولون معرفة من سيخلفه بعدما تجاوز سن الثامنة والسبعين. وامام مجموعة تضم 25 الفاً من كبار المساهمين سيجتمعون اليوم في اوماها، مسقط رأسه، وفي ما يُشبه حفلاً موسيقياً عادة ما يطلق عليه «احتفال الرأسماليين»، سيحاول بافيت تبرير دعوته في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي الى شراء الاسهم الاميركية في عز الازمة عبر مقال رئيسي كتبه لصحيفة «نيويورك تايمز» كما سيحاول تبرير شراء اسهم في «سيتي غروب» بقيمة خمسة بلايين دولار. وتتمثل ازمة بافيت بأن اداء الامبراطورية المالية «بركشاير هاتاوي» في العام 2008 كان الاسوأ منذ تأسيسها في 1965 خصوصاً ان قيمة اسهمهما لا تزال، وعلى رغم تحسن الاسواق، منخفضة بنسبة 6 في المئة عنها عندما حض بافيت على شراء الاسهم الاميركية. ومع بدء الجمعيات العمومية لكبريات الشركات المساهمة في مختلف انحاء العالم يبحث المستثمرون عن «كبش فداء» للأزمة المالية لتحميله مسؤولية الخسائر بعدما كانت وزارات الخزانة والمال اجبرت كبار المسؤولين التنفيذيين في مصارف وشركات متضررة على الاستقالة واستبدلتهم بمن تثق فيهم، كما حدث في «رويال بنك اوف سكوتلاند» البريطاني او مع شركة التأمين الاميركية العملاقة «اي اي جي» او مع «ميريل لينش» الذي اقيل رئيسه جون ثاين بأمر شخصي من وزير الخزانة السابق روبرت روبن. كما عينت «سيتي غروب» وين بيشوف، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة «تايم وارنر»، بدلاً من رئيسها القديم ريتشارد بارسونز الذي استقال بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها المجموعة. ولم تؤد الخسائر المالية للمؤسسات المصرفية او الاستثمارية في العالم العربي او في الخليج سوى الى استقالة رئيس مجلس ادارة «بنك الخليج» في الكويت بسام الغانم لكن تم تعيين شقيقه قتيبة الغانم بدلاً منه في المنصب. ويحاول الرؤساء التنفيذيون الحاليون للشركات والمصارف تحقيق مكاسب كبيرة في السنة المالية الجارية لتعويض بعض خسائر سنة 2008 واعادة توازن مؤسساتهم وحتى بيع بعض الاصول لزيادة رأس المال والملاءة المالية. ونجحت «سيتي غروب» امس في بيع وحدتها الاستثمارية اليابانية الى «بنك سوميتومو ميتسوي» بمبلغ 7.8 بليون دولار لاستخدامها في زيادة رأس المال وتحسين الملاءة. وفي انتظار مضمون «تقويم الملاءة» للمصارف الاميركية، التي ستُعلن في الاسبوع المقبل الحساس، بسبب النتائج التي ستظهر خلاله، كان تداول الاسهم في بورصتي لندن والاسواق الاميركية متواضعاً في اول ايام ايار (مايو) في حين كانت غالبية الاسواق مقفلة لمناسبة عيد العمال. واقفل التداول في بورصة لندن ومؤشر «فايننشال تايمز 100» متراجعاً 0.49 نقطة عند 4234.22 نقطة. وكانت «وول ستريت» انهت التداول ليل الخميس بمكاسب شهرية لم تشهدها منذ تسع سنوات اذا ما قورنت المكاسب بحجم التداول وارتفاع المؤشر في ثلاثين يوماً. وكانت العقود الآجلة للخام الاميركي الخفيف ارتفعت أكثر من دولار في جلسة التعاملات الصباحية في بورصة نايمكس امس متخطية مستوى 52 دولاراً للبرميل بدعم من ضعف الدولار أمام اليورو ومحاولة اسواق الاسهم التشبث بمكاسبها الاخيرة. وقفز الخام في عقود حزيران (يونيو) 1.20 دولار الى 52.32 دولار للبرميل. في المقابل تراجع الدولار مقابل العملات مع الاتجاه التفاؤلي للاقتصادات الدولية. وعادة ما يلجأ المتداولون في القطع الى بيع الدولار لصالح باقي العملات على اساس انه يفقد بريقه في حالات الاستقرار.