لندن، موسكو، نيويورك - "الحياة"، رويترز، أ ب، أ ف ب - فتح مؤشر "داو جونز" الصناعي المؤلف من 30 سهماً ممتازاً امس عند 7545.76 نقطة بارتفاع 6.69 نقطة، وذلك بعدما كان انهياره السريع أول من أمس، بنسبة 6.37 في المئة عند الاغلاق 512.61 نقطة، مسجلاً 7539.07، وهو ثاني اسوأ هبوط للمؤشر على الاطلاق، أدى الى ترجع البورصات الآسيوية امس، باستثناء طوكيو، وانخفاض الأسواق الأوروبية لدى الفتح ثم تقلبها من دون اتجاه واضح حتى الاغلاق. وسعى الرئيس الاميركي بيل كلينتون الذي يزور روسيا الى طمأنة الاسواق خصوصاً الاميركية وذلك قبل بدء التداول في وول ستريت، بقوله انه على رغم الهبوط في أسواق الاسهم الاميركية أول من أمس إلا "أننا نعتقد ان اساس سياستنا الاقتصادية سليم". وأشار كلينتون الى انه تشاور مع وزير الخزانة روبرت روبن خلال هبوط الاسهم الاثنين. وقال امام طلاب جامعة موسكو ان التقلبات في الاسواق متوقعة. وأضاف: "أريد ان اؤكد مجدداً أمراً اعتقد انه في غاية الأهمية... إننا نعتقد ان اساس سياستنا الاقتصادية سليم"، وذلك مع استمرار نسب البطالة عند مستويات منخفضة تاريخياً وتحقيق الإدارة أول فائض في موازنتها منذ نحو ثلاثة عقود. وفي الوقت الذي كان كلينتون يتحدث كان مؤشر "داو جونز" يواصل ارتفاعه مسجلاً تحسناً نسبته 1.4 في المئة 100.15 نقطة بعد 10 دقائق فقط من بدء التداول. لكنه عاود تغير اتجاهه ونزل نحو 100 نقطة بعد أكثر من ساعة من بدء التداول. وبقي متقلباً حتى الاغلاق. وأشار كلينتون الى ان الانخفاض في اسعار الاسهم في البورصات العالمية في الأيام الأخيرة يدل على ان اقتصادات العالم مرتبطة ببعضها البعض اكثر من أي وقت مضى. وسارع مساعدو كلينتون ايضاً الى طمأنة المستثمرين. وقال وزير الخزانة روبرت روبن انه تحادث هاتفياً الاثنين مع ألن غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي البنك المركزي في شأن الأسواق. واضاف: "ان اساسيات الاقتصاد الاميركي قوية"، مشيراً الى "ان آفاق النمو واحتمالات استمرار بطالة متدنية ونسبة تضخم منخفضة لا تزال قوية". لكن على رغم ذلك، طالبت جهات عدة بينها رابطة الصناعيين الاميركيين مجلس الاحتياط أمس بخفض اسعار الفائدة. وكانت المخاوف من حدوث انهيار عالمي يعد ثاني أكبر هبوط في وول ستريت في يوم واحد هزت الاسواق العالمية صباح أمس لتهبط البورصات الآسيوية وتفتح بورصات أوروبا على انخفاض. غير ان بورصة طوكيو العنيدة عوضت خسائرها المبكرة لتغلق مرتفعة 1.86 في المئة عند 14369.63 نقطة، مساهمة في الحد من التوقعات المتشائمة. غير ان معظم الاسواق الأخرى في آسيا هبطت مع هروب المستثمرين، عقب خسارة بورصة نيويورك 6.37 في المئة الاثنين. وانخفضت الاسهم في هونغ كونغ 2.92 في المئة لدى الاغلاق عند 7062.47 نقطة. ويعود هبوط اسهم هونغ كونغ الى تراجع وول ستريت الاثنين، كما ان توقف المشتريات الحكومية بعد اسبوعين من التدخل القوي كان له دور حاسم في ذلك. وهبطت الاسهم الماليزية 4.84 في المئة الى 325.85 نقطة. ونزلت أسهم تايوان 3.28 في المئة لتغلق عند أدنى مستوى لها منذ 23 شهراً عند 6335.09 نقطة. وأغلقت أسهم كوريا الجنوبية على انخفاض 0.15 في المئة عند 309.71 نقطة، فيما هبطت اسهم سنغافورة 4.86 في المئة الى 823.33 نقطة. وارتفعت العملات الآسيوية بصفة عامة نتيجة هبوط الدولار مع بيع المستثمرين الاسهم الاميركية. وقد ساعد ذلك الين ما أعطى دفعة لبقية العملات الآسيوية. وانخفضت اسعار الاسهم الأوروبية بشكل عام في التداولات الصباحية. ونزلت اسعار الاسهم في لندن اكبر بورصات أوروبا بنسبة 2.6 في المئة في الثامنة والنصف بتوقيت غرينتش، في حين تراجعت الاسهم الالمانية بنسبة 2.1 في المئة والفرنسية بنسبة 2.9 في المئة. وانخفض مؤشر "فايننشال تايمز" البريطاني بحدة في بداية التداولات بعد العودة من عطلة الاثنين ليبلغ 5077.2 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ 13 كانون الثاني يناير الماضي. وتتركز الاحاديث في الاسواق على ما إذا كانت هذه الانخفاضات الحادة موقتة أم انها بداية لاتجاه نزولي طويل الأمد. وقال مايكل ديركس المحلل في بنك "نومورا" في حديث لتلفزيون "رويترز": "لم يعد بإمكاننا تسمية ما يحدث بعملية تصحيح، اننا نشهد اتجاهاً نزولياً". وأثارت الانخفاضات تكهنات بأن البنوك المركزية قد تحاول الحفاظ على الاستقرار عن طريق خفض اسعار الفائدة، غير انه ليس من المتوقع على نطاق واسع ان يتم خفض اسعار الفائدة فوراً. وأدى هروب الاموال الى ملاذات آمنة مثل السندات الى دفع اسعار السندات الالمانية الى الارتفاع وصعود كبير في السندات الحكومية البريطانية عقب الارتفاع كبير في سندات الخزانة الاميركية مساء أول من أمس. وأظهرت تقديرات نشرتها امس بورصة نيويورك والبورصة الالكترونية "ناسداك" ان نحو ثلاثة آلاف بليون دولار، أي أكثر من حجم الاقتصاد الالماني، ذهبت ادراج الرياح في الاسابيع الخمسة الأخيرة. وذكر ناطق باسم بورصة نيويورك ان الخسائر المالية ل "داو جونز" تقدر ب 2240 بليون دولار منذ تموز يوليو الماضي. وخسر المؤشر الرئيسي في وول ستريت اكثر من 19 في المئة منذ الرقم القياسي الذي سجله في 17 تموز يوليو الماضي عندما أقفل عند 9337.97 نقطة. وكانت الخسائر على صعيد "ناسداك" التي تشمل خصوصاً اسهم شركات التكنولوجيا المتطورة أقل وطأة وقدرت بپ588 بليون دولار