شهدت البورصات الدولية تقلبات حادة، امس الثلثاء، في اعقاب "ليلة حمراء" عاشها المستثمرون حول العالم اثر انهيار مؤشر "داو جونز" الصناعي وخسارته 512.61 نقطة مساء الاثنين في ظل الازمتين الروسية والآسيوية والقلق الشديد من الركود في الدول الصناعية. وسعى الرئيس بيل كلينتون، الذي يزور روسيا، الى طمأنة الاسواق خصوصاً الاميركية قبل بدء التداول في وول ستريت، وقال: "على رغم الهبوط في اسواق الاسهم الا اننا نعتقد ان اساس سياستنا الاقتصادية سليم". راجع ص9 وأشار الى ان انخفاض اسعار الاسهم في البورصات الدولية في الأيام الاخيرة يدل الى ان الاقتصادات مرتبطة ببعضها بعضاً اكثر من أي وقت مضى. وسارع مساعدو الرئيس الاميركي كذلك الى طمأنة المستثمرين. فقال وزير الخزانة روبرت روبن انه تحادث هاتفياً مع ألن غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي في شأن الأسواق. وأضاف: "ان اساسيات الاقتصاد الاميركي قوية"، مشيراً الى "ان آفاق النمو واحتمالات استمرار بطالة متدنية ونسبة تضخم منخفضة لا تزال قوية". لكن على رغم ذلك، طالبت جهات عدة بينها رابطة الصناعيية الاميركيين، مجلس الاحتياط امس بخفض اسعار الفائدة. وكانت المخاوف من حدوث انهيار عالمي يعد ثاني اكبر هبوط في وول ستريت في يوم واحد، هزت الاسواق الدولية صباح امس لتهبط البورصات الآسيوية وتفتح بورصات اوروبا على انخفاض. وأظهرت تقديرات نشرتها بورصة نيويورك والبورصة الالكترونية "ناسداك" امس ان نحو ثلاثة تريليونات دولار، اي اكثر من حجم الاقتصاد الألماني، تبخرت من قيم الاسهم في الاسابيع الخمسة الاخيرة. وقال ناطق باسم بورصة نيويورك ان الخسائر المالية لپ"داو جونز" تقدر بنحو 2240 بليون دولار منذ تموز يوليو الماضي. وكانت الخسائر على صعيد "ناسداك" التي تشمل خصوصاً اسهم شركات التكنولوجيا المتطورة اقل وطأة وقدرت بنحو 588 بليون دولار