سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استنفار في تركيا وتعزيزات في أوروبا وتزويد المطارات العسكرية الأميركية كميات وقود إضافية . بوش استدعى 50 ألف جندي احتياط بعد تفويضه استخدام القوة واجراءات باكستانية ضد "طالبان" بعد اتصالات واسعة مع واشنطن
} استدعى الرئيس الأميركي جورج بوش، بعد نيله تفويضاً من الكونغرس الاميركي باستخدام القوة العسكرية للرد على العمليات الارهابية التي استهدفت الولاياتالمتحدة، 50 ألف جندي احتياط لحماية الاجواء الاميركية. وفيما بدأت بوادر التحرك العسكري في اوروبا لمساندة واشنطن في حربها المحتملة، شهدت باكستان عدداً من التحركات والاتصالات مع البيت الابيض لتنسيق اي ضربة متوقعة لأفغانستان، وأغلق مطار اسلام آباد لسبب لم يعلن، لكن بعض المصادر اكد انه استقبل عسكريين اميركيين وأعتدة قتالية. وذكرت تقارير تجارية نفطية ان الولاياتالمتحدة بدأت تعزيز مخزونها من الوقود في قواعدها العسكرية الجوية في اوروبا والمحيط الهندي وقرب السواحل اليابانية. اسلام آباد، واشنطن، أنقرة، باريس، لندن - "الحياة"، أ ب، أ ف ب، رويترز - جمع الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف أمس قادة الجيش الباكستاني للبحث في طلب التعاون مع الولاياتالمتحدة التي تريد مطاردة اسامة بن لادن المشتبه به الاول في الاعتداءات التي ضربت نيويورك وواشنطن. وأفاد ناطق رسمي ان المحادثات التي تشارك فيها كل الهرمية العسكرية الباكستانية تجري في روالبندي في مقر قيادة الجيش التي يتولى الرئيس مشرف نفسه منصب القائد الاعلى فيه. وتعهد الأخير التعاون التام مع الولاياتالمتحدة لكن تفاصيل ذلك لم تعرف بعد. وبحسب الصحف الباكستانية طلبت واشنطن استخدام المجال الجوي الباكستاني لشن هجمات على قواعد ابن لادن المقيم في افغانستان. وأفادت مصادر قريبة الى اجهزة الاستخبارات الباكستانية ان واشنطن طلبت من اسلام آباد تفاصيل دقيقة عن شبكة ابن لادن. وطلبت بأن يزودهم الباكستانيون بكل المعلومات المتوافرة عن اتصالاته والرسائل التي يستخدمها لنقل اوامره الى انصاره. ويدل قرار مشرف على جمع قيادة الجيش اليوم بدلاً من الحكومة المدنية على ان المطالب الاميركية تكتسي طابعاً عسكرياً. وباكستان الحليفة القديمة للولايات المتحدة اقامت عبر أجهزتها السرية شبكة متشعبة من المخبرين في افغانستان. وأكد مصدر غربي ان واشنطن تطالبها الآن ب"مجموعة عناوينها الافغانية كاملة". وأقفل مطار اسلام اباد في شكل مفاجئ، ولاسباب غير واضحة، لاكثر من خمس، ساعات ليل الخميس الجمعة، وسرت اشاعات عن وصول مسؤولين اميركيين ولا سيما من "وكالة الاستخبارات المركزية" سي اي ايه و"مكتب التحقيقات الفيديرالي" اف بي اي بمنأى عن الانظار. غير ان مصدراً باكستانياً اكد ان الامر "مجرد تدريب وقائي". لكن شهوداً أكدوا ان أعتدة عسكرية نقلت عبر المطار. وحولت الطائرات خلال الاغلاق الى كراتشي. ورشحت تقارير عن سيطرة الجيش على مطار كراتشي، بينما تحدثت بعض التقارير الأخرى عن وصول قوات أميركية إلى مطار كوادر في بلوشستان على الحدود مع أفغانستان. ويبدو ان عملية تفاوض طويلة بدأت بين الولاياتالمتحدة وباكستان في اطار الجهود المبذولة للقضاء على الارهاب بعد اعتداءات الثلاثاء في نيويورك وواشنطن. وأعطت باكستان "موافقتها المبدئية" على تقديم "دعم" للولايات المتحدة بحسب ما قال مصدر باكستاني، وأكد ان البلدين "دخلا الآن في التفاصيل". وزار رئيس الاجهزة السرية الباكستانية الجنرال محمود احمد في الايام الاخيرة الولاياتالمتحدة ومدد الزيارة بسبب الاحداث. وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اعلن انه تم تبليغ لائحة بالمطالب الاميركية الى باكستان التي تملك حدوداً طويلة مع افغانستان تم تعزيز اجراءات المراقبة عليها منذ أول من أمس. وتحدثت صحيفة "ذي نيوز" عن "معضلة" يواجهها جنرالات اسلام آباد الذين يخشون انعكاسات مثل هذا السيناريو على باكستان نفسها اذ قد تحاول مجموعات اسلامية اصولية استغلال المشاعر القوية المناهضة للولايات المتحدة في هذا البلد. وتمثل اجهزة الاستخبارات الباكستانية "دولة داخل الدولة"، حتى ان بعض الديبلوماسيين الغربيين يتساءلون ما اذا كان الجنرال مشرف يفيد من هامش تحرك كاف لتطبيق قراراته. وعلى رغم الاتصالات الاميركية - الباكستانية المكثفة لم يطرأ اي تغيير ملحوظ على الحدود الباكستانية - الافغانية. وأعلنت اسلام اباد أمس انها لم تغلق حدودها مع افغانستان، لكنها تجري عمليات تفتيش اكثر دقة لمن يحاولون عبور الحدود في اي من الاتجاهين. وأجلي أول من أمس نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني الى منتجع كامب ديفيد الرئاسي كاجراء "أمني وقائي محض"، في حين تقوم طائرات حربية بدوريات في سماء واشنطن وسبع مدن اميركية اخرى. وصادق بوش على استدعاء 50 الف جندي، بعدما رفع وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد اليه مشروع تعبئة لجنود الاحتياط. وهذا الاستدعاء هو الاهم منذ حرب الخليج في 1991 سيسمح خصوصاً بزيادة عدد الدوريات الجوية في محيط نيويورك وواشنطن ومناطق اخرى في البلاد. تحركات عسكرية وضعت تركيا قواتها المسلحة في حال تأهب قصوى، وهي تهيئ البلاد لرد فعل أميركي محتمل على هجمات الثلثاء الماضي، بحسب ما قال مسؤول في وزارة الدفاع أمس الذي أكد "نحن في حال تأهب قصوى. ألغينا كل عطلات الجنود. جيشنا مستعد لمختلف أنواع العمليات". وشهدت قاعدة انجرليك العسكرية جنوبتركيا حركة نشطة غير اعتيادية، اثر هبوط واقلاع عدد كبير من طائرات "اف - 61" وطائرات تزويد الوقود والنقل العسكري. ومن المحتمل أن تلعب قاعدة أنجرليك دوراً مهماً في حال بدء عمليات عسكرية أطلسية ضد أفغانستان، نظراً لموقعها اذ أشارت مصادر اميركية ل"الحياة" بأنه باستطاعة الطائرات الأميركية الانطلاق من انجرليك وضرب أفغانستان بالاستعانة بطائرات تزويد وقود. وهي مرشحة أيضاً للعب دور الترانزيت أو قاعدة التموين والتزويد العسكري للوجود العسكري الاميركي في باكستان في حال وافقت اسلام آباد على استقبال وجود عسكري اميركي على أراضيها. في باريس، أعلن رئيس أركان القوات الجوية الفرنسية الجنرال جان بيار جوب انه تم منذ 48 ساعة تجهيز كل طائرات القتال الفرنسية بالسلاح، وهي مستعدة للتدخل عند الحاجة. وأوضح رداً على أسئلة الصحافيين في مركز قيادة الدفاع والعمليات الجوية في تافيرني غرب باريس ان كل الطائرات المقاتلة تطير محملة بالذخيرة. وأضاف "لقد اصدرت امراً بذلك لأن أي طيار في الظروف التي تعرفونها يمكن ان تتم دعوته للقيام بمهمة أمنية جوية". وذكرت صحيفتا "ال باييس" و"اي بي سي" أمس ان الولاياتالمتحدة طلبت من اليونان تزويدها كمية كبيرة من الوقود يفترض ان تسلم في أقرب وقت ممكن الى قاعدة روتا الجوية الاسبانية الاميركية جنوباسبانيا. واشارت الصحيفتان الى كمية تقدر ب28 الف طن من الوقود. وتبحث الولاياتالمتحدة عن سفينة شحن لنقل الوقود اليوم. وتؤكد الصحيفة ان تخزين الوقود في روتا المخصص للطائرات العسكرية الاميركية المتمركزة في هذه القاعدة الجوية قد يستخدم في عمليات تزويد الطائرات بالوقود في الجو في حال قررت الولاياتالمتحدة الرد على الاعتداءات التي وقعت في نيويورك وواشنطن. وقال سماسرة نفط أمس ان قيادة الشحن البحري التابعة للجيش الاميركي طرحت مناقصتين لاستئجار ناقلتي نفط لنقل 235 الف برميل من وقود الديزل البحري من الكويت الى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي ومن كوريا الجنوبية الى اليابان.