يخشى أبناء الجاليات العربية والاسلامية التعرض لعنف عشوائي، ويقول كثيرون منهم انهم يشعرون بعدم الارتياح والعزلة ويُدفعون الى الشعور بالذنب. وقال اميركيون متحدرون من اصل عربي، انهم يشعرون بمزيج من الخزي والقلق. وتتركز موجة الغضب المناهضة للعرب في أقسى أشكالها عبر الانترنت. وأفادت وكالة "رويترز" ان مواطناً اميركياً كتب الى علي ابو نعمة الذي يدير موقعاً يقدم تغطية صحافية على مستوى العالم العربي: "من فضلك خذ دينك وعد به الى الشرق الأوسط. تسامحنا معكم كفاية. آمل بأن تمحو الولاياتالمتحدة كل رجل وامرأة وطفل عربي في الشرق الاوسط". وأذكت مشاعر السخط ضد العرب تقارير في وسائل الاعلام أفادت عن العثور على نسخة من القرآن الكريم وشريط فيديو لتعليم قيادة طائرات الركاب وكتاب لتعليم الطيران بالعربية في حقيبتين، كان مفترضاً ان تنقلا الى طائرة لشركة "اميريكان ارلاينز" في الرحلة الرقم 11، وهي احدى الطائرتين اللتين صدمتا مركز التجارة. وكان الرئيس جورج بوش حض الاميركيين على معاملة مواطنيهم العرب والمسلمين باحترام، وألا يصبوا غضبهم عليهم على اساس العقيدة والعرق. وقال امام "المركز الثقافي الاسلامي" في لوس أنجيليس كاليفورنيا السيد مصطفى القزويني في اتصال هاتفي مع "الحياة": "في اليومين الأولين عقب العمليات الارهابية عاش المسلمون رعباً حقيقياً، والتزموا نوعاً من حظر التجول الطوعي، بعد تعرضهم لتهديدات لم تقتصر على المراكز الاسلامية بل طاولتهم في منازلهم، وهوجمت محجبات في الشوارع ونزِع حجابهن". وأضاف: "بعد تصريحات بوش ووزير الخارجية كولن باول ووزير العدل جون آشكروفت، لمسنا بوادر انفراج وعادت الثقة للمسلمين في انهم ليسوا هم المستهدفين بل الارهابيون ومن يقف وراءهم". ويقيم في كاليفورنيا مليون مسلم، بينهم نحو ستمئة ألف في لوس أنجيليس. وشهدت مدينة باسادينا ليل أول من أمس تجمعاً امام مبنى البلدية، شارك فيه ممثلو الاديان والطوائف مع أتباعهم، وألقيت كلمات منددة بالهجمات في واشنطنونيويورك وأضيئت الشموع. وفي نيويورك، دافع عدد من سكان حي ايست فيلادج في جنوب شرقي مانهاتن مساء الخميس عن مسلمين، فيما كانوا يتعرضون لمضايقات من متظاهرين اثنين اطلقا دعوات الى الانتقام امام مسجد المجلس الاسلامي. في لندن استمر سيل الشتائم والتهديدات عبر الهاتف والبريد الالكتروني، ضد المؤسسات والمراكز الاسلامية والعربية. وأحصت "جمعية مناهضة العنصرية والاسلاموفوبيا" عشرات الحالات. وذكرت سيدة عربية تقيم في العاصمة البريطانية ان سائق سيارة أجرة كانت تستقلها قال لها: "علينا ان نقتل العرب جميعاً". وتعرضت فتاة عربية من أم بريطانية للضرب على أيدي زميلاتها في المدرسة، عندما ناقشتهن في ضرورة عدم ادانة جميع العرب والمسلمين بسبب الهجمات. ووقف تلاميذ مدرسة "مؤسسة الامام الخوئي الخيرية في لندن" ثلاث دقائق صمت حداداً على أرواح الضحايا في الولاياتالمتحدة. وفي تورونتو ا ف ب، افاد ممثلون عن المسلمين ان هؤلاء يتعرضون لتهديدات ومضايقات. وقال ماجد السيد المسؤول عن مسجد كبير، بعدما تلقى تهديدات عبر الهاتف: "طلبنا من المسلمين الحذر"، موضحاً ان نساء يضعن الحجاب تعرضن للشتم. وأفادت الشرطة ان طلاباً مسلمين في جامعة لافال تعرضوا لتهديدات مماثلة، في حين لحقت اضرار بمسجد في سانت كاترين اونتاريو بسبب حريق متعمد. وفي مونتريال ألقى شخص طلاء على شابة محجبة. في استراليا رويترز، تعرض مسجد لقنابل حارقة ليل الخميس. وأفادت الشرطة في ولاية كوينزلاند الشرقية ان قنبلتي مولوتوف القيتا على المسجد في مدينة بريزبين، من دون ان يسفر الهجوم عن اصابات. وفي لشبونة أخلت الشرطة مسجد المدينة أمس، فيما كان عدد من المسلمين يتوافدون لأداء صلاة الجمعة، بعد انذار بوجود قنبلة.