أدان عمدة نيويورك وحاكم الولاية هجماتٍ بالقنابل الحارقة استهدف أحدها مركزا إسلاميا، وجاءت في وقت كشفت فيه وسائل إعلام أميركية عن مراقبة أمنية لصيقة يخضع لها مسلمو المدينة. وكان مبنى "مؤسسة الخوئي" في حي كوينز في نيويورك بين مواقعَ تعرضت مساء الأحد لهجمات بقنابل حارقة لم توقع ضحايا. واستُهدف مبنى المؤسسة الذي يضم أيضا مسجدا بقنبلتين حارقتين، لم تلحقا بالمكان إلا أضرارا طفيفة. وقالت المؤسسة -التي توفر خدمات للجالية المسلمة، وتصف نفسها بأنها أكبر منظمة شيعية في العالم- إن نحو مائة شخص كانوا داخل المبنى لحظة الهجوم. وأبدى الإمام معن السهلاني مساعد رئيس مؤسسة الخوئي استغرابه للهجوم، وقال "هذا لم يحدث أبدا من قبل" حتى بعد هجمات 2001. وأضاف "لا نعرف من قام بهذا الهجوم ولا نستطيع اتهام أي أحد مهما كان. سنترك ذلك للشرطة". هجمات أخرى وشهد حي كوينز أيضا قبيل استهداف مؤسسة الخوئي هجوميْن بقنابل حارقة طال أحدهما مركز خدمات إسلامية وبيتا يستعمله الهندوس للصلاة. كما وقع هجوم رابع كان أكثر تدميرا وسبّب حريقا كبيرا في بيت سكانه مسيحيون، لكن الشرطة قالت إنه لا أدلة تربط هذا الحادث بالهجمات السابقة. ووزعت الشرطة رسما تقريبيا لشخص التقطته كاميرات المراقبة وهو يلقي قنبلة حارقة على المعبد الهندوسي. وقال عمدة نيويورك مايكل بلومبيرغ إن الهجمات "تناقض تماما روح نيويورك اليوم التي شيّدناها معا"، وتحدث عن تحركات سريعة للشرطة للتحقق مما إذا كانت لأناس من خارج المدينة صلاتٌ بالهجمات. وكان بلومبيرغ من المعارضين لحملة شرسة ناهضت السنوات الماضية بناء مسجد ومركز ثقافي إسلامي غير بعيد عن "الموقع الصفر"، وهو اسم بات يطلق على المكان الذي قام فيه مركز التجارة العالمي قبل تدميره في هجمات 2001. مراقبة لصيقة لكن بلومبيرغ دافع -في لقاء مع إذاعة محلية- عن حق الشرطة في التحقق من التهديدات أينما وجدت، وقال إن ذلك ليس استهدافا لمجموعة عرقية بعينها. ووصف ما تناقلته وسائل إعلامٍ من تقارير عن مراقبة الشرطة كل تفصيل من حياة المسلمين في نيويورك بأنه "غير دقيق". وحمّلت منظمة إسلامية أميركية الأسبوع الماضي بلومبيرغ مسؤولية ما اعتبرته مضايقات يتعرض لها مسلمو المدينة، ووصفت تقارير لوسائل الإعلام أساليب المراقبة ب"المقلقة جدا". وأدان مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية هجمات كوينز، ودعا لتكثيف دوريات الشرطة لحماية المساجد. كما أدانها حاكم ولاية نيويورك آندور كوومو وقال "إن الهجمات التي وقعت تتناقض مع كل شيء نكافح من أجله في نيويورك وفي أميركا". 1