} واشنطن - "الحياة" - وصلت الحالات الموثقة من الاعتداءات على العرب والمسلمين الاميركيين لدى منظمات حقوقية الى اكثر من 300 حالة، فيما بلغ عدد جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين والمسجلة لدى مكتب التحقيقات الفيديرالي، منذ 11 ايلول سبتمبر الماضي الى 100 حالة بينها خمس جرائم قتل في ولايات أريزونا وتكساس وكاليفورنيا وميتشغان. وشملت الاعتداءات محاولات تفجير مقر جمعية اسلامية في ولاية تكساس، واطلاق الرصاص على مبنى آخر، ورش دماء أمام مدخل مسجد في مدينة سان فرانسيسكو وتحطيم نوافذ جمعية الطلاب المسلمين في جامعة وين ستيت في مدينة ديترويت، واتهام رجل في مدينة نيويورك بمحاولة دهس سيدة باكستانية، وصدم منازل بعض العرب والمسلمين الأميركيين بشاحنات صغيرة في جنح الظلام، وإجبار عدد من المسافرين العرب والمسلمين على النزول من طائرات أقلعت من دونهم. ويتفق مراقبون كثيرون على أن عدد الحالات في الواقع يتجاوز ذلك بكثير، ويشيرون الى أن كثيرين من العرب والمسلمين لا يبلغون السلطات بما يتعرضون له من مضايقات، إما لخوفهم من رد فعلها او لجهلهم بالقوانين وما توفره من حماية. ويضيفون أن بقاء الكثير من النساء العربيات والمسلمات في منازلهن وعدم الخروج بسبب الخشية من التعرض للاعتداءات أو الاهانة بسبب الحجاب ساهم في خفض حالات جرائم الكراهية. وبين الجرائم الكثيرة محاولة الاعتداء بالضرب على سيدة يمنية محجبة كانت تتسوق في أحد محلات وول مارت في ولاية فيرجينيا، لولا تدخل مدير المحل الذي استدعى الشرطة على الفور، التي قامت بحماية السيدة أثناء قيامها بشراء ما تحتاج اليه ثم أوصلتها الى محل سكنها. ونصحت الشرطة السيدة بنزع الحجاب غير أنها رفضت. وتعرض عدد من غير العرب مثل المكسيكيين واليونانيين لمضايقات متنوعة بسبب بشرتهم السمراء وملامحهم القريبة من الملامح العربية. ورفضت شركات طيران تقديم الخدمة لعرب أو مسلمين لعدم شعور الركاب الآخرين أو طاقم الطائرة بالارتياح الى وجودهم. وبلغت هذه الحالات، 20 وفقاً لصحيفة "نايت ريدر". وأصدر نورمان ستريكمان المدير المساعد لشوؤن حماية المستهلكين في قطاع الطيران بياناً قال فيه: "نشجع بقوة أن تتخذ أي شركة نقل جوي الخطوات اللازمة لضمان أن يفهم موظفوها أن التمييز ضد أناس بسبب العرق او الدين ليس خطأ فحسب بل انه مخالف للقانون". وأصدرت شركة "دلتا" بيانا ذكّرت فيه موظفيها بسياساتها المعادية للتمييز بعد قيام قبطان احدى الرحلات من مدينة سان انتونيو في ولاية تكساس بطرد راكب عربي من مقعده بالدرجة الأولى. وتشير منظمات ناشطة في مجال الدفاع عن الحريات المدنية الى أن اكثر الحالات التي تثير القلق هي تلك المتعلقة بمسلك سلطات الامن والقانون، اذ حاول عملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي وقف الصلاة في عدد من مساجد ولاية ميريلاند لإجراء تحقيقات مع المصلين. وفي احدى الحالات منع امام المسجد في مدينة سبرينغ فيلد العملاء من وقف الصلاة، فاستفزوا المصلّين بتوجههم الى موقف السيارات وتسجيلهم ارقام اللوحات. وتلقى المجلس الاسلامي الاميركي سيلاً من الشكاوى يفيد بتكرار هذا السلوك في عدد من المساجد في ولايات مختلفة. ومن الامور المثيرة للقلق عدم التزام عملاء مكتب التحقيقات بالاجراءات القانونية عند الاتصال بالعرب والمسلمين الأميركيين للتحقيق معهم، وتركيز أسئلتهم على آليات عمل الجاليات الاسلامية وولاءاتها وعلاقاتها بالمنظمات الخيرية بدلاً من البحث في قضايا الارهاب. ودفع ذلك عدداً من المنظمات العربية والاسلامية الاميركية الى نصح العرب والمسلمين الاميركيين بعدم التحدث الى عملاء مكتب التحقيقات على انفراد، وأن يتم التحقيق في حضور محام. ويشكو عدد غير قليل من العرب الأميركيين من اتصال عملاء المكتب بهم في منازلهم في ساعات متأخرة من الليل وبطرق مستفزة تراوح من الطرق العنيف على الابواب الى التحقيقات المطولة من دون وجود ما يبرر ذلك. وشكلت وزارة العدل فريق عمل للتحقيق في جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين بعدما حذر الرئيس جورج بوش من مغبة مثل هذا السلوك المشين والمخالف للقانون بعد لقائه مع عدد من قيادات الجالية الاسلامية بمسجد واشنطن. وفي الواقع ان غالبية الحالات مرتبطة بالانتشار الواسع للصور النمطية السلبية عن العرب والمسلمين والتي تؤدي الى انتشار النفور الغريزي منهم والتحامل عليهم بسبب معتقداتهم ومظهرهم وخلفياتهم العرقية. وكثيراً ما يتم ذلك نتيجة جهل أو آراء وتوجهات عنصرية كامنة تحركها الأزمات والفواجع، وتدفع بكثيرين الى التعبير عن غضبهم بطرق منافية للقانون وقواعد التعايش في مجتمع متعدد الاعراق والثقافات والديانات. ويقول تحقيق صادر عن لجنة حكومية في ولاية ميتشغان ان النساء العربيات والمسلمات اللواتي يرتدين الحجاب يتعرضن لمضايقات في العمل، وكثيراً ما تلغى مواعيد اجراء المقابلات معهن عند اكتشاف ارتدائهن الحجاب. ويضيف التقرير أن من المتوقع أن تزداد هذه الممارسات. كما يحذر من ازدياد اللجوء الى استخدام الأدلة السرية ضد العرب والمسلمين الأميركيين، ومن ازدياد حالات التوقيف العشوائي في المطارات ومحطات السفر وفي الطرق السريعة لعرب ومسلمين لا لشيء سوى ملامحهم أو زيّهم.