اتخذت الأجهزة الأمنية الروسية اجراءات مشددة لحراسة السفارات العربية في موسكو، في وقت تواصلت الحملة العدائية على العرب والمسلمين. وقبل أن توجه واشنطن اتهامات محددة في شأن الأحداث المروّعة التي شهدتها أميركا، "تطوع" سياسيون وصحافيون روس بتوجيه أصابع الاتهام إلى العرب والمسلمين، وواصلت وسائل الإعلام الروسية، التي تسيطر على غالبيتها شخصيات يهودية، حملة تحريضية لتزعم ضلوع العرب بالهجمات الانتحارية في الولاياتالمتحدة، وأسهبت في الحديث عن ضرورة الاستفادة من "الخبرة الكبيرة" لدى إسرائيل في مجال "مكافحة الارهاب". ولم تقتصر "حملة الكراهية" على بعض الصحافيين والمحللين، بل شملت وسائل الإعلام الحكومية، وشارك فيها سياسيون وأعضاء في مجلس الدوما البرلمان. ومن بين "11 تنظيماً ارهابياً يحتمل تورطها" في الهجمات، وجدت صحيفة "نيزافيسمايا غازيتا" أن "تسعة منها عربية، وكلها إسلامية باستثناء الجيش الأحمر الياباني". وفيما ركزت الصحيفة على كون إسرائيل في عداد "ضحايا" الهجمات على أميركا، أسهبت في ما وصف "احتفال العرب" بالمأساة. وفي تحليل مطول عن ابداء بعض الفلسطينيين مظاهر ابتهاج، خلص أحد المحررين في صحيفة "ازفستيا" إلى أن الفارق بين ردي الفعل الإسرائيلي والفلسطيني هو "معيار الحضارة الإنسانية". ولم يتوقف أنصار الدولة العبرية، الذين وجدوا في أحداث 11 أيلول سبتمبر فرصة ذهبية لتسعير حملة الكراهية للعرب وحدهم، وامتد الهجوم ليشمل المسلمين والإسلام. وركز معظم التعليقات على "المفهوم الارهابي للجهاد". وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد دراسات الرأي العام، أن حوالى نصف الروس باتوا يعتقدون ان "الإرهاب الإسلامي" هو المذنب في أحداث نيويوركوواشنطن، ما يظهر التأثير الذي تركته وسائل الإعلام خلال اليومين الماضيين، خصوصاً أنها ربطت بين الأحداث في أميركا و"الارهاب" الشيشاني، وكذلك العربي في الشرق الأوسط. وأعربت إدارة شؤون المسلمين عن قلقها البالغ من النتائج المحتملة لهذه الحملة، وأصدر اتحاد القوى الوطنية والشعبية الذي يرأسه غينادي زيوغانوف بياناً حذر من الاستمرار في هذه الحملة "المشبوهة". وتحسباً لهجمات على العرب والمسلمين، اتخذت السلطات الأمنية اجراءات مشددة، ونُشرت أعداد كبيرة من رجال الشرطة على مداخل السفارات العربية في موسكو.