وصلت الحملة المعادية للعرب والمسلمين الى العروض المسرحية في روسيا، بعدما تحول نص كلاسيكي لالكسندر بوشكين الى مسرحية شعرية تهاجم "همجية" المسلمين. وبدأت الحملة التي شنتها وسائل اعلام روسية ضد العرب والمسلمين تأخذ منحى آخر، بعدما هدأ الصخب الذي رافقها في الأيام الأولى التي تلت التفجيرات في نيويوركوواشنطن. وفي مسعى لتحويل الدعاية التحريضية الى "حرب منظمة" تهدف الى ترسيخ مشاعر العداء لدى المواطن الروسي، وتكريس مفهوم "الصراع الحتمي" بين الحضارات، لجأ عدد من الصحف الى استكتاب أقلام من اسرائيل والولاياتالمتحدة "تبرعت" بشرح الأبعاد التاريخية والنظرية ل"الإرهاب الاسلامي". ولا تكاد تخلو صحيفة روسية من تعليق أو تحليل بقلم "خبير" أو "متخصص" في هذا الشأن. ونقلت صحيفة "فريميا نوفوستي" عن مؤرخ اسرائيلي تحذيره من الخطر المقبل "إذا تمكن المتعصبون من تحقيق حلمهم"، وذكر أن "اللباس الأصفر الذي فُرض على اليهود كان اختراعاً اسلامياً … ولا يعود لهتلر كما يظن العالم". واجرت صحيفة "ارغومتني ايفاكتي" لقاء مع السفير الأميركي في موسكو الكسندر فيرشبو، قال فيه إن "غياب الديموقراطية" في العالمين العربي والاسلامي هو "السبب الأساسي وراء انتشار ظاهرة التطرف والإرهاب، وليس الفقر". وأضاف ان "أنظمة عربية تعمل لتحميل اسرائيل مسؤولية كل الشرور في العالم، وتعمل لافتعال الصدام معها، مما يعفيها من البحث عن حلول لمشكلات الفقر والتخلف". وشدد على ان هذا هو "منبع الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي". وحمّل السفير الدول العربية مسؤولية "تنامي روح العداء ضد الولاياتالمتحدةوروسيا"، موضحاً أن "كثيراً من هذه الدول يغرس في نفوس ابنائه العداء والكراهية ضد واشنطن، من خلال المدارس والجامعات ووسائل الإعلام". ودعت صحيفة "ازفستيا" الى "عدم الرضوخ لاحتجاجات الهمجيين" الذين يكيلون التهم للغرب. و كتبت تحت عنوان "ماذا لو كان جاك مسلماً" تحذّر من خطورة "الرضوخ للارهاب"، وتدعو الغرب الى عدم تقديم "تنازلات لأولئك الذين لا يعرفون شيئاً عن القيم الإنسانية ولا عن الحرية والعدالة". إلى ذلك، وصلت الحرب على المسلمين الى العروض المسرحية في روسيا. إذ افتتحت إحدى الفرق في مدينة كيميروفو موسمها المسرحي بعرض اخذ عن قصة لاسكندر لوشكين، بعنوان "قصص القيصر سالتان"، بعدما تم تحريفها ليخوض فيها سالتان حرباً ضد "الارهابيين المسلمين". وقدمت خلال العرض شخصيات بملابس اسلامية، أدت دور قُطّاع طرق متوحشين ومتعطشين للدماء فيما يعمل سالتان ل"تخليص البشرية" منهم.