دعا الوزير الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الى الغاء الحكم الذاتي الفلسطيني وتقسيم الأراضي المحتلة الى أربع كتل، واكد ان القوة هي "الحل الوحيد"، فيما طلبت موسكو رسمياً من اسرائيل الامتناع عن استخدام القوة ووقف النشاط الاستيطاني. وتشهد روسيا نشاطاً ديبلوماسياً وإعلامياً متصاعداً عشية وصول رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى موسكو في الثالث من أيلول سبتمبر. وفي هذا السياق ينظم الساسة الاسرائيليون حملة واسعة في روسيا، نشرت صحيفة "اوبشايا غازيتا" في اطارها مقالاً لوزير البنى التحتية ليبرمان، رئيس حزب "اسرائيل بيتنا" الذي يضم مهاجرين من روسيا. وأكد هذا السياسي المتطرف ان "الحكم الذاتي الفلسطيني لا معنى له"، وقال ان الأراضي الفلسطينية يجب أن تقسم الى كتل "غزة والسامرة ويهودا واريحا". وانتقد بشدة فكرة التفاوض مع الفلسطينيين مؤكداً ان الرئيس ياسر عرفات "ارهابي محترف". وأضاف انه لا يوجد حل للنزاع سوى "أساليب القوة العسكرية". إلا أن نائب وزير الخارجية الروسي فاسيلي سريدين قال ان موسكو ستطلب من اسرائيل "إبداء أقصى قدر من ضبط النفس وخصوصاً في ما يتعلق باستخدام القوة". وتابع ان ذلك "ينطبق بالقدر نفسه" على الجانب الفلسطيني. وقال لوكالة "انترفاكس" ان المحادثات مع شارون ستكون "في منتهى الصراحة" وهي عبارة تستخدمها الديبلوماسية الروسية للتلميح الى انزعاجها من قضية ما. وشدد على ان كلا من الطرفين يجب أن يقطع شوطه، وأوضح ان المطلوب من اسرائيل هو "عدم استخدام القوة ورفع الحصار وسحب القوات". وأضاف ان وقف النشاط الاستيطاني له أهمية خاصة". ودعا الفلسطينيين الى "التخلي عن جميع أشكال العنف والتصدي بصرامة للارهاب". وأشار ديبلوماسي عربي رفيع المستوى الى ان هذا التصريح "المتوازن" جاء في أعقاب استغراب عربي للموقف الروسي في مجلس الأمن ولتصريحات كانت صدرت عن سريدين نفسه قبل أيام وذكر فيها ان هناك "تماثلاً" بين الموقفين الروسي والأميركي من النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. وأضاف ان الجانب العربي لم يخف على روسيا ان هذه التصريحات أثارت انزعاجاً واسعاً، خصوصاً أن الأميركيين يجاهرون بموقفهم الداعم لاسرائيل ويهددون باستخدام حق النقض الفيتو لتعطيل أي قرار لا ترضى عنه تل أبيب. ورفض سريدين بشدة المقارنة بين الفلسطينيين والشيشانيين وقال انها "غير منصفة وليست في محلها". وتابع ان موسكو "تقدر عالياً تفهم اسرائيل لما تفعله السلطات الروسية" في الشيشان، لكنه أضاف ان القوات الفيدرالية في القوقاز "تحارب عصابات غير شرعية على أراض تخضع للسيادة الروسية" في حين ان اسرائيل "تستخدم القوة في أراض فلسطينية محتلة". واجتمع غينادي زيوغانوف زعيم الحزب الشيوعي ورئيس اتحاد القوى الشعبية الى السفراء العرب وأكد مطالبته بدولة فلسطينية مستقلة. واستنكر "العدوان الاسرائيلي المستمر". وأبلغ الى "الحياة" مصدر ديبلوماسي ان زيوغانوف انتقد "الغموض" في المواقف الرسمية الروسية حيال النزاع العربي الفلسطيني.