أشارت إحصاءات رسمية صادرة عن وزارة السياحة والآثار في الأردن إلى تراجع في الأداء السياحي على مستويات عدة. وبحسب هذه الإحصاءات فإن عدد السياح القادمين إلى الأردن انخفض خلال الشهور الستة الأولى من السنة الجارية بنسبة 2.9 في المئة عما كان الوضع عليه في العام الماضي. قالت الإحصاءات الصادرة عن مديرية المعلومات والإحصاء في الوزارة إن التراجع تركز في السوقين الأميركية والأوروبية أساساً، إذ بلغت نسبة الانخفاض في عدد السياح من الأميركتين نحو 39 في المئة، ومن البلدان الأوروبية ما نسبته 31 في المئة. وأدى ذلك إلى انخفاض في الدخل السياحي خلال الفترة نفسها نسبته 3,6 في المئة، إذ بلغ ما مجموعه 230,6 مليون دينار. وأوضحت أرقام صادرة عن "جمعية أصحاب مكاتب السياحة والسفر" أن نحو 18 مكتباً سياحياً أغلقت أبوابها منذ بداية السنة الجارية، كما قام عدد من هذه المكاتب بالاستغناء عن موظفيه، بعدما أُلغي عدد كبير من حجوزات أفواج سياحية أجنبية في وقت مبكر. ونسبت أنباء صحافية إلى صاحب مكتب للسياحة والسفر قوله إن تراجع السياحة الأوروبية والأميركية واليابانية بدأ فعلياً منذ أيلول الماضي، وهو الشهر الذي اندلعت فيه الانتفاضة، واستمر حتى الآن، مشيراً إلى أن المكاتب التي تعمل بطاقة متوسطة تستطيع أن تستقطب من 18 إلى 25 فوجاً سياحياً في الشهر في المواسم الجيدة، في حين أن أفضل المكاتب السياحية لم يتمكن خلال الموسم الراهن من استقطاب أكثر من عشر مجموعات خلال شهر واحد، وأحياناً لا يتجاوز العدد مجموعة أو اثنتين. وأشار بيان ل"جمعية الفنادق الأردنية" إلى أن نسبة إشغال الفنادق لم تتجاوز 30 أو 35 في المئة في عمان، وأقل من عشرة في المئة في العقبة والبتراء، خلال الموسم السياحي الراهن. وبموجب المصدر نفسه فإن السياحة العربية في شكل خاص شهدت ارتفاعاً خلال الفترة نفسها بما في ذلك السياحة العربية القادمة من إسرائيل، إذ سجلت السياحة الإسرائيلية ارتفاعاً زادت نسبته على 16 في المئة خلال الفترة نفسها. ومن المعروف أن القسم الأعظم من السياح القادمين من إسرائيل هم من الفلسطينيين الذين بقوا على أرضهم بعد إعلان إقامة دولة إسرائيل فوق الأرض الفلسطينية عام 1948. وقدرت إحصاءات الوزارة عدد السياح العرب الذين زاروا المملكة الهاشمية خلال النصف الأول من السنة الجارية بنحو 869 ألف سائح، مقابل 627 ألف سائح خلال الفترة نفسها من العام الماضي، أي بزيادة نسبتها 20 في المئة. أما عدد السياح الخليجيين الذين زاروا الأردن خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية فوصل إلى 641.281 ألف سائح مقابل 334.229 ألف سائح خلال الفترة نفسها من العام الماضي، أي بزيادة 23 في المئة. ومن المعروف أن أرقام السياحة العربية لا تنعكس بالضرورة على أداء المنشآت السياحية التقليدية مثل الفنادق والمناطق الأثرية، إذ غالباً ما يفضل السياح العرب استخدام الشقق المفروشة هم وعائلاتهم. وتأتي هذه النتائج على عكس ما أمله العاملون والمستثمرون في القطاع السياحي الذين أقبلوا، خلال السنوات الماضية التي أعقبت توقيع اتفاق السلام مع اسرائيل، على القيام باستثمارات كبيرة، تركز أغلبها في كل من العقبة والبتراء. وحسب دراسات حكومية فإن حجم الاستثمار في قطاع الفنادق وحده ناهز 700 مليون دينار أردني، كما زاد عدد الغرف الفندقية حتى قارب 16.8 ألف غرفة حتى الثلث الأول من عام 2000 مقارنة مع 12.1 ألف غرفة عام 1997 أي بزيادة تناهز 39 في المئة. لكن نسبة الإشغال في الفنادق لم تتجاوز عشرة في المئة خلال شهري نيسان أبريل وأيار مايو الماضيين، وفق ما ذكرت إحصاءات الوزارة. ويعزو العاملون في القطاع السياحي التراجع الحاصل إلى الأوضاع السياسية الصعبة التي تمر بها المنطقة والتي أثرت سلباً على السياحة في الأردن الذي يعتمد على السياحة العالمية وليس العربية أو الداخلية، وإلى الوضع السياسي المتوتر في المنطقة جراء الإجراءات التعسفية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وإلى التخوف من انعكاس ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة على الأردن، إذ أن العالم ينظر الى المنطقة باعتبارها جزءاً واحداً غير منفصل.