يراهن الأردن على السياحة الخليجية للتعويض عن التراجع الملحوظ في عدد السياح الأجانب الذين يزورون الأردن، والذي بدأ مع اندلاع انتفاضة الأقصى الفلسطينية، في أيلول سبتمبر الماضي، وتفاقم على مدى الشهور الماضية. أشارت الأرقام الصادرة عن وزارة السياحة والآثار في الاردن إلى أن التراجع شمل السياحة الأجنبية عموماً، من أميركية وأوروبية وحتى الآسيوية والإفريقية، في حين ازدادت حركة السياحة القادمة من البلدان العربية والخليجية تحديداً، فضلاً عن زيادة ملحوظة في عدد السياح "الإسرائيليين"، وأغلبهم كما هو معروف من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948. وعبر هذا التراجع عن نفسه في نسبة الإشغال الفندقي التي لم تزد خلال الفرة المذكورة عن 20 في المئة. ووفقاً لأرقام وزارة السياحة والآثار، ناهز عدد السياح الأميركيين الذين زاروا البلاد خلال الشهور الأربعة الأولى من السنة الجارية 26 ألف سائح، أي ما نسبته 35 في المئة مما كان عليه الوضع في الفترة نفسها من العام الماضي. وبلغ عدد السياح الأوروبيين الذين زاروا البلاد في الفترة نفسها نحو 91 ألف سائح مسجلين انخفاضاً نسبته 32 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وبلغ عدد السياح الآسيويين نحو 13 ألف سائح مقابل 17 ألف سائح في الفترة نفسها من العام الماضي، أي بتراجع نسبته 24 في المئة. أما السياح الأفارقة، فلم يزر البلاد منهم سوى 1500 سائح، أي بانخفاض نسبته 24 في المئة أيضاً. وشكل عدد السياح الأميركيين ما نسبته 6,5 في المئة من مجموع عدد السياح الذين زاروا الأردن في الفترة المذكورة، في حين مثّل السياح الأوروبيون نحو 23 في المئة، ومثّل السياح الآسيويون نحو 3,3 في المئة، أما السياح الأفارقة فمثّلوا ما نسبته 38 في المئة. وفي مقابل انخفاض عدد السياح الأجانب شهدت الشهور الأربعة الأولى من السنة الجارية ارتفاعاً ملحوظاً لعدد السياح العرب، وعلى رأسهم السياح الخليجيون الذين توافدوا على المملكة الهاشمية خلال الفترة المذكورة، وشكل السياح العرب خلال الفترة المشار إليها نحو 52 في المئة من العدد الإجمالي لهؤلاء السياح. ومنذ بداية شهر حزيران يونيو يبدأ موسم السياحة الخليجية التي تتميز بأنها سياحة محافظة، لذا فهي لا تقصد الفنادق بل الشقق المفروشة، ولا تهتم كثيراً بالمواقع السياحية والأثرية التقليدية، بل المناطق الهادئة ذات الطقس المعتدل. ومع بداية الشهر الجاري، بدأت طلائع السياح الخليجيين تصل إلى البلاد في الحافلات الصغيرة التي تقصد المناطق ذات الطقس المعتدل، والبعيدة عن الضوضاء، سواء في ضواحي عمان الغربية أو في المناطق الجبلية الوسطى والشمالية، مثل مناطق عبين وعبلين في محافظة عجلون ومحيط مدينة جرش الأثرية، التي تتميز بطقس مماثل. وأشارت إحصاءات رسمية إلى أن منطقة عجلون، مثلاً، تشهد منذ ثلاث سنوات حركة سياحية نشطة، إذ أمّها خلال العام الماضي نحو 14 ألف سائح خليجي.