} واجهت محادثات صياغة بنود التسوية السلمية في مقدونيا نكسة خطيرة، بعدما طلب المقدونيون ان تتزامن المصادقة البرلمانية على الاتفاق مع انهاء الحركة المسلحة الألبانية، في حين قتل خمسة مقاتلين في معركة مع الشرطة في العاصمة سكوبيا. عرض التلفزيون الحكومي في سكوبيا كمية كبيرة من الأسلحة المتنوعة بينها راجمات صواريخ ورشاشات متطورة ومواد متفجرة، تمت مصادرتها، بعد معركة عنيفة بين وحدات الشرطة المقدونية الخاصة ومقاتلين ألبان، في حي تشاير - غازي بابا ذي الغالبية الألبانية المحاذي لشمال غربي وسط العاصمة، فجر امس الثلثاء. وأضاف التلفزيون ان "الإرهابيين" انتقلوا أولاً الى بلدة "اراتشينوفو" حيث مكثوا يومين، ومنها تسللوا خلال الليل الى سكوبيا، وأن علامات الأسلحة تشير الى أنها متنوعة المصادر: اميركية كرواتية ألبانية يوغوسلافية وجنوب افريقية وصينية. ووصف وزير الداخلية المقدوني ليوبي بوشكوفسكي، في بيان من وزارة الإعلام المقدونية تلقت "الحياة" نسخة منه، العملية بأنها "أفضل ما قامت به الأجهزة الأمنية، رصداً وتنفيذاً وإنقاذاً للعاصمة من عمليات خطيرة جداً". مؤكداً أن "خمسة إرهابيين، بينهم قائدهم تيلي، قتلوا اثناء هجوم الشرطة على المبنى الذي كانوا يختبئون فيه، واعتقل خمسة آخرون". ولم يستبعد الوزير ان يكون بين القتلى "مرتزقة اجانب يحاربون مع حركة المتمردين الألبان". واعتبر المراقبون ان ما حدث في سكوبيا، سببه تحسب من الجانبين المقدوني والألباني، لانهيار المحادثات، إذ شددت الحكومة على ان تكون المبادرة في يدها، وشنت عملية استباقية لتكون ضربة قاسية للمتمردين. من جهة اخرى، استؤنفت محادثات السلام بين زعماء الأحزاب السياسية المقدونية والألبانية في منتجع "أوخريد" السياحي امس، بإشراف الوسيطين: الأميركي جيمس بارديو والأوروبي الفرنسي فرانسوا ليوتار، بعدما علقت مساء اول من امس الاثنين، إثر مطالبة المقدونيين بوضع جدول زمني لنزع اسلحة المقاتلين الألبان، يتم تنفيذه كاملاً مع مصادقة البرلمان المقدوني على الاتفاق. وأكد رئيس الحكومة ليوبتشو غيورغيفسكي زعيم الحزب القومي الحاكم ان "لا اتفاق من دون وجود هذا الجدول الذي ينبغي لحلف شمال الأطلسي ضمان تنفيذه". واعتبر الوسطاء الدوليون ان مطلب المقدونيين أثار ازمة خطرة، وأكد الوسيط الأميركي بارديو، انه "يشعر بإحباط شديد". وأعرب عن امله ألا يكون تصرف المقدونيين "محاولة لتقويض عملية السلام بأكملها". وأشار الى أن المقاتلين الألبان والمجتمع الدولي، لن يقبلوا بالمطالب الجديدة للمقدونيين "لأنها تريد ربط اتفاق سياسي بآخر عسكري". وأوضح ان "لا تفويض الى الوسطاء للحديث عن اتفاق عسكري". وأضاف "ان الاتفاق السياسي ينبغي ان ينفذ قبل مناقشة اي مطلب". وأكد المقاتلون الألبان، من جهتهم، انهم "سيتخلون عن سلاحهم بعد تنفيذ اتفاق السلام".