اتفقت مقدونيا ويوغوسلافيا على تكثيف التعاون العسكري بينهما، ما اعتبره المراقبون موجهاً ضد الجماعات الألبانية المسلحة في المنطقة، فيما توقع رئيس الحكومة المقدونية اجراء انتخابات مبكرة في غضون اربعة أشهر. ووقع وزيرا الدفاع المقدوني فلادو بونشكوفسكي واليوغوسلافي سلوبودان كرابوفيتش في سكوبيا أمس، اتفاقاً واسعاً للتعاون العسكري والدفاعي بين بلديهما، يبدأ سريان مفعوله اعتباراً من اليوم. ووصف الوزير اليوغوسلافي الاتفاق بأنه يشمل "مجالات متنوعة، من تلبية الحاجات العسكرية المقدونية، سواء بالأسلحة أو الخبرات والمناورات المشتركة والتعاون الدفاعي". واعتبر كرابوفيتش الأزمة المقدونية بأنها "ذات أهداف ألبانية بعيدة، لا تمت بصلة الى ادعاءات الارهابيين بأنهم حملوا السلاح من أجل حقوق المواطنين". ومن جانبه، أكد الوزير المقدوني ان الاتفاق يمثل "تحالفاً واسعاً يرقى الى الدفاع المشترك ضد الأخطار التي يواجهها أمن البلدين". وجاء ذلك في وقت استمر القصف الحكومي المكثف لقرية ماتييتشي وضواحيها، بينما لا يزال المقاتلون الألبان يسيطرون على غالبية أقسام القرية، وأرغموا القوات البرية المقدونية على البقاء خارجها. واعترف وزير الداخلية المقدوني ليوبي بوشكوفسكي الذي يشرف ميدانياً على العمليات العسكرية ضد ماتييتشي ان "المعارك شديدة"، ويبدي الارهابيون مقاومة عنيفة، وتمكنوا من جرح أربعة من أفراد الشرطة". وقال: "لن نوقف عملياتنا وسنستخدم كل امكاناتنا العسكرية، حتى يتم طرد الارهابيين". ومن جهة أخرى، كثفت المروحيات تحليقها منذ أول من أمس فوق العاصمة سكوبيا وضواحيها. وتردد بين السكان انه اجراء احتياطي للمراقبة، بسبب المخاوف من تسلل المقاتلين الى المدينة والقيام بأعمال تخريبية، كما كانوا هددوا خلال الأيام الأخيرة. وأعلن رئيس الحكومة المقدونية ليوبتشو غيورغيفسكي انه يفضل اجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في موعد اقصاه أيلول سبتمبر المقبل، بدلاً من مطلع العام المقبل، وأوضح ان الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد"تتطلب الاستعجال بإجراء الانتخابات، من أجل معالجة الأمور بحسب نتائج الخيار الشعبي". ونفى غيورغيفسكي ما نقل عنه سابقاً بأنه تعهد اجراء تعديلات دستورية تلبي مطالب الألبان. وأشار الى أن تقرير الموقف من هذه القضية المهمة "ينبغي أن يتم بعد اجراء الانتخابات المبكرة".