بلفاست - أ ف ب - تعرضت الجهود السياسية لتعزيز اتفاق السلام في ايرلندا الشمالية لانتكاسة، بعدما أعلن زعيم الوحدويين الايرلنديين ديفيد تريمبل أمس أنه لا يستطيع قبول الاقتراحات البريطانية - الايرلندية بوضعها الراهن، بسبب عدم نزع سلاح منظمة الجيش الجمهوري الايرلندي فعلاً. واعتبر تريمبل، بعد اجتماع مع نواب حزبه دام ساعتين، ان الخطوة التي أقدم عليها الجيش الجمهوري الايرلندي باقتراحه "وسيلة" لتفكيك أسلحته ليست كافية، وهو ما يجعل اقتراحات لندن ودبلن غير مقبولة. وقال إن اقتراحات الحكومتين قد تكون مقبولة "اذا سمحت بتحريك الجمهوريين والوطنيين"، مضيفاً: "رأينا كيف أن الجمهوريين بادروا بخطوة، لكنها بالطبع أقل بكثير مما نطالب به وهو نزع السلاح في صورة فعلية". واعلن تريمبل تحفظات جدية عن خطة اصلاح الشرطة في ايرلندا الشمالية حيث الغالبية العظمى من عناصرها من البروتستانت. ووردت خطة الاصلاح هذه في اقتراحات لندن ودبلن. واضاف: "نعارض في شدة بعض العناصر في الاقتراحات الحكومية كالعفو" عن مسلحين مطلوبين من الشرطة. وأعلنت اللجنة التي تشرف على نزع سلاح المقاتلين في ايرلندا الشمالية بقيادة الجنرال الكندي جون دي شاستيلان أول من أمس ان الجيش الجمهوري الايرلندي كان اقترح "وسيلة" لوضع اسلحته "خارج امكان الاستعمال في شكل كامل وقابل للتحقق منه" ولكن من دون تقديم تاريخ للبدء بنزعها. وامتنع شاستيلان عن توضيح هذه "الوسيلة" ولم يتطرق أيضاً إلى جدول زمني لنزع اسلحة الجيش الجمهوري الايرلندي، على ما يطالب الوحدويون البروتستانت للموافقة على مشروع التسوية الذي قدمته لندن ودبلن. واعترف الجنرال الكندي أن "المسألة الأساسية التي لا تزال مطروحة إلى الآن هي معرفة متى سيبدأ نزع السلاح فعلاً". وكان تريمبل قدم استقالته من منصب رئيس الوزراء في الأول من تموز يوليو الماضي احتجاجاً على عدم نزع اسلحة الجيش الجمهوري الايرلندي، ما تسبب بأزمة مؤسسات في ايرلندا الشمالية. وكانت هذه المؤسسات انشئت بموجب اتفاقات 1998، واذا لم يتم التوصل الى حل قبل منتصف ليل السبت المقبل، فستعلق لندن عملها، أي الدعوة الى انتخابات جديدة في ايرلندا الشمالية. والمهلة قصيرة جداً تبعاً للوقائع. فعلى الجيش الجمهوري الايرلندي ان يقوم بمبادرة بحلول يوم غد الخميس مع الاخذ في الاعتبار مهل دعوة البرلمان الايرلندي الشمالي الى الانعقاد لإعطائه الوقت الكافي لاعادة تريمبل الى منصبه قبل استحقاق منتصف ليل السبت.