بلفاست - أ ف ب - نشرت الحكومتان البريطانية والايرلندية أمس اقترحات تهدف الى انقاذ اتفاق السلام المبرم عام 1998 في ايرلندا الشمالية، من دون فرض جدول زمني محدد لنزع سلاح الجيش الجمهوري الايرلندي، أبرز الميليشيات الكاثوليكية، بحسب ما يطالب البروتستانت. وأعلنت لندن ودبلن في وثيقة مشتركة من سبع صفحات استغرق التفاوض في شأنها أسابيع، ووزعت على أحزاب ايرلندا الشمالية والصحافة، ان نزع أسلحة الميليشيات في الاقليم البريطاني "أمر لا بد منه وأساسي". وعهد ببت المسألة الى اللجنة الدولية المستقلة لنزع الاسلحة التي فشلت حتى الآن في اقناع الجيش الجمهوري الايرلندي بتنفيذ المبادرات التي يطالب بها البروتستانت. وسيغضب هذا على الارجح الوحدويين الموالين لبريطانيا الذين يطالبون المقاتلين بإجراء سريع. ومنحت لندن ودبلن الاحزاب في ايرلندا الشمالية مهلة تنتهي الاثنين المقبل لتتقدم بأجوبتها عن هذه الخطة التي ينبغي ان تكون "اما القبول وإما الرفض"، بحسب ما حددت الحكومتان مسبقاً. وتهدف اقترحات لندن ودبلن الى منع انحراف اتفاقات السلام التاريخية الموقعة في نيسان ابريل 1998 عن مسارها، بعد التهديد الذي تعرضت له بفعل استقالة الزعيم البروتستانتي المعتدل ديفيد تريمبل من منصبه رئيساً لوزراء الاقليم البريطاني في الاول من تموز يوليو الماضي. وفي محاولة لتجاوز هذه الازمة الاخطر منذ ثلاثة أعوام، قدمت لندن ودبلن سلسلة من الاقتراحات في شأن مواضيع الخلاف الاربعة، وهي: نزع أسلحة الميليشيات، واصلاح الشرطة المحلية التي يسيطر عليها البروتستانت، والانسحاب العسكري البريطاني من الاقليم، واعتماد اللامركزية في عمل المؤسسات. وجاء في نص الوثيقة ان "الحكومتين تعتبران أن وثيقتهما تشكل سلسلة من الاقتراحات المنصفة والمتوازنة والقائمة على أسس منطقية". ولفت ديفيد تريمبل أول من أمس الى ان "ما تتضمنه الوثيقة لا أهمية له، وان المهم هو ما سيحدث ميدانياً على الارض".