حظي ناجي صبري الحديثي بثقة الرئيس العراقي صدام حسين خلال "فترة اختبار" حين سماهّ فيها "وزير الدولة للشؤون الخارجية" في نيسان ابريل الماضي، ليضعه اول من أمس على رأس الديبلوماسية العراقية مبعداً بذلك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بالوكالة طارق عزيز عن ادارة علاقات البلاد عربياً ودولياً وسط "ظروف شائكة" حسم خلالها تيار التعاون مع موسكو صراعه مع تيار العلاقة الوثيقة مع باريس الذي كان عزيز من أبرز رموزه في القيادة العراقية. وتؤكد مصادر عراقية مطلعة ان الحديثي يتمتع بمواصفات مهنية "بارعة" كان آخرها وجوده "الناجح" في فيينا سفيراً للعراق واتصالاته مع حكومات وقوى أوروبية فتحت نوافذ للحكومة العراقية كانت مغلقة منذ غزو الكويت عام 1990، مرجحة ان يظل ملف العلاقات الخارجية وثيق الصلة بطارق عزيز، اذ تشير الى ان الحديثي كان من بين قلة اعتمد عليهم عزيز خلال اشرافه الطويل على الديبلوماسية العراقية. وترجح المصادر ذاتها ان "ولاء" ناجي صبري الحديثي للحكم رفع من اسهمه عند الرئىس صدام حسين، على رغم اعدام شقيقه محمد صبري الحديثي اوائل الثمانينات، وسجن شقيقه الاخر شكري الحديثي وتعذيبه توفي في بغداد قبل ثلاثة اعوام، واعدام أبن عمه مرتضى سعيد الحديثي الذي كان من أبرز قياديي "البعث" بعد انقلاب 17 تموز يوليو 1968 وشغل منصب وزير النفط والخارجية قبل اعدامه مع تولي صدام السلطة عام 1979. وكان الحديثي شغل مناصب في وزارة الثقافة والاعلام فأصبح وكيل وزير ومديراً للاعلام الخارجي خلال حرب الخليج الثانية ورئيس تحرير جريدة "بغداد أوبزرفور" اليومية الصادرة بالانكليزية ، ومديراً للمركز الثقافي العراقي في لندن. ونال الحديثي 54 عاماً شهادة الدكتوراه في الصحافة اواسط التسعينات من جامعة بغداد، ليصبح احد قلائل في الاعلام العراقي يتمتع بقدرة على توجيه الخطاب الى الاعلام الغربي. ويتوقع ان يستخدم المهارة ذاتها في الدفاع عن مواقف حكومته في ما يتعلق بقضايا شائكة مثلتها أخيراً التصريحات الاميركية المنذرة بهجوم وشيك على مواقع الدفاع الجوي العراقية.