وسط اهتمام اعلامي واسع افتتح في العاصمة الاردنية أمس لقاء "التواصل القومي" بين وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، بزعامة النائب وليد جنبلاط وعضوية الوزيرين غازي العريضي ومروان حمادة وآخرين من قادة الحزب، ووفد من دروز فلسطين ضم اكثر من مئة شخص من النخب السياسية والدينية والاجتماعية للبحث في تفعيل رفض الخدمة العسكرية في الجيش الاسرائيلي المفروضة منذ العام 1956 قسراً على كل درزي يبلغ سن الثامنة عشرة. واكد جنبلاط ان اللقاء سيضع خطة عملية في هذا الاطار. ويأتي اللقاء، الذي يستمر ثلاثة ايام، في اطار الاهتمام الذي يبديه الزعيم الدرزي اللبناني بأوضاع العرب الدروز في فلسطين ودعوته اياهم قبل عشرة ايام من خلوات البياضة في حاصبيا الى رفض التجنيد، لا سيما في الضفة الغربية وقطاع غزة. واللقاء هو الثاني بين الوفدين وكان الاول عقد، بعيداً عن الاعلام، في عمان خلال ايار مايو الماضي، وسعى الى تنظيمه النائب عزمي بشارة رئيس حزب التجمع الوطني الديموقراطي ليتابع المحامي سعيد نفاع، احد اقطاب الحزب ورئيس لجنة ميثاق المعروفيين الاحرار، التحضيرات لهذا اللقاء. والبارز امس كان حضور شخصيات درزية من الداخل من كل الفعاليات الوطنية، على رغم تحفظ بعض قادتها عن اللقاء لاسباب مختلفة. وبعدما استقبل جنبلاط بالزغاريد والعناق، وصافح اعضاء وفد الداخل، افتتح اللقاء بقراءة رسالة للشاعر سميح القاسم الذي اعتذر عن عدم الحضور لكنه اكد مباركته هذه الخطوة، داعياً الى ان تكون شمولية لعموم عرب الداخل من كل الطوائف، لا سيما الذين يتطوعون للخدمة العسكرية. وفي كلمته اكد المحامي نفاع ضرورة التعامل مع التجنيد الاجباري "من منطلقات قومية وتعزيز انتماء الدروز الى امتهم العربية والبحث في سبل التغلب على معوقات هذا الانتماء، تحديداً قضية التجنيد". وزاد ان "مؤامرة الأسرلة ومحاولة سلخ الدروز عن امتهم وشعبهم، بحاجة الى حشد كل القوى في الداخل والدول العربية، وعلى المستويين الدرزي والعربي". ورد على من اعتبر دعوة جنبلاط تدخلاً قائلاً "انه تدخل اصحاب البيت بشؤون اهل البيت، ومن يعتبر الامر تدخلاً يريد خدمة سياسة المؤسسة الاسرائيلية التي تريد ان تستعمل الدروز عصا في قمع الانتفاضة". ورحب جنبلاط بوفد الداخل قائلاً: "جئتكم من لبنان العربي لأحييكم وجميع الذين قاوموا ويقاومون التجنيد الاجباري وجميع السجناء الرافضين له … رابطنا الاساس قومي عربي، ولن تنجح الصهيونية في الغائه. صحيح اننا ننتمي الى فئة مذهبية صغيرة، لكن الحماية الاساس لنا عربية، وتاريخنا عربي". وزاد انه جاء ليدرس سبل مواجهة التجنيد الاجباري الاسرائيلي، وتوسيع رقعة الرفض "في الصف الدرزي اولاً ثم عقد مؤتمر وطني عربي عام لخلق تيار عام لرفض الخدمة، وفي هذا مساهمة كبيرة لانتفاضة الاهل في الضفة الغربية وقطاع غزة". واشاد بدور حزب التجمع الوطني الديموقراطي والفعاليات الوطنية في رفض التجنيد، مضيفاً ان لقاء عمان سيضع خطة عملية لتفعيل الرفض. ورداً على سؤال ل"الحياة" عمن اعتبر نداءه الى دروز فلسطين لرفض الخدمة ثم عقد اللقاء تدخلاً في شؤونهم قال جنبلاط انه لم يفاجأ بهذه الردود وتوقع "ان تحرك السلطات الاسرائيلية المنتفعين لمحاربة اللقاء، لكنها ستفشل كما فشلت خلال 50 سنة من احتلالها في محو الهوية العربية لدروز فلسطين". ورداً على سؤال اخر عن مساعي الوزير الدرزي في الحكومة الاسرائيلية صالح طريف لعقد لقاء معه قال جنبلاط ان طريف اتصل به مرات، منذ لقاء عمان الاول لكنه رفض التجاوب. وزاد انه لن يتحدث الى الوزير قبل ان يستقيل من حكومة ارييل شارون ومن حزب العمل "الشريك في هذه الحكومة التي تقمع الشعب العربي الفلسطيني". وكان طريف اصدر بياناً امس، حمل بشدة على النائب عزمي بشارة، لدوره في عقد لقاء عمان، علماً ان الاول تباهى دائماً بخدمته في الجيش الاسرائيلي واصابته اثناء اجتياح لبنان عام 1982.