صدر للزميل عرفان نظام الدين كتاب جديد عن "المؤسسة العربية - الأوروبية للصحافة والنشر" تحت عنوان "لا للإكتئاب... نعم للفرح!" ويتضمن عدداً كبيراً من المقالات الصحافية، بعضها نشر في الصحف وبعضها الآخر وضع خصيصاً لهذا الكتاب. ويقول المؤلف عن كتابه هذا إنه "دعوة مفتوحة للضحك والفرح والحب... لأن الحب هو المفتاح السحري للسعادة وحب الحياة والتعلق بها ورؤية كل شيء فيها بهيجاً وجميلاً". ولكنه يستدرك في مكان آخر من المقدمة ليؤكد: "ولا أحاول هنا أن أروّج لبيع الأوهام أو للكذب على النفس، ولكنني ادعو للتفاؤل والبعد عن الهموم والاستمتاع بقيمة الحياة، لأن الذين لا يعرفون قيمة الحياة لا يستحقونها...". غير أن الموضوعات التي يتناولها الزميل نظام الدين، وهي في غاية التنوّع، لا تقتصر على الدعوة إلى التفاؤل فقط، وإنما هي تتناول بأسلوب ساخر يصل إلى حد الانتقاد المباشر بعض المؤشرات والمظاهر السلبية في المجتمعات العربية المختلفة. ولعله في ذلك يريد أن يضع الأصبع على الجرح كي يحدث التغيير المطلوب في حياتنا تمهيداً للاستمتاع ب"قيمة الحياة"، كما يقول في مقدمته. وقد يكون من المستغرب أن تصلنا من زميل عريق في مهنة الصحافة دعوة إلى "الفرح" في ظل الأجواء السوداوية الملبدة بالغيوم الكالحة في عالمنا العربي المترامي الأطراف. وربما يتساءل قارئ ملوّع عن الحكمة من "الضحك والفرح والحب" في زمن أقل ما يقال فيه إنه زمن الانهيار العربي الشامل... وهذه تساؤلات محقة ومشروعة، ونظن أن زميلنا عرفان نظام الدين مدرك أبعادها تماماً. بل لا نشك أبداً في أن الدعوة "إلى الضحك والفرح والحب" هي الرد الطبيعي على الزمن العربي الرديء الآن. واللافت للنظر أن المؤلف يطرح على نفسه، وعلى قارئه، سؤالاً مشابهاً، فيقول: "لماذا ينطبق الاكتئاب على العرب وما دخلهم فيه؟ والإجابة لا تحتاج إلى فلسفة وتعمق لأن عندنا كل مقومات المضحكات المبكيات من ضحك على الذقون، إلى الضحك من سخرية الأقدار، إلى البكاء على الأحوال، والبكاء على ملك مضاع لم نحافظ عليه كالرجال...". لكن عرفان نظام الدين لا يضمن مقالاته المتنوعة قصصاً مضحكة فقط، ولا يحترف مهنة الضحك على الذقون في الأحداث التي ينتقيها... وإنما هو يختار من أنحاء العالم المرويات التي تنقل إلى القارئ العربي الطرفة الممزوجة بالعبرة، والضحكة التي تحمل معها أيضاً الدعوة إلى التفكر والتعقل... والتعلم كذلك.