أول الكلام: من "خلجات" حب/ عرفان نظام الدين: - الحب الحقيقي كالطفل البريء لا يعرف الكذب ولا الخيانة ولا يطلب سوى الحنان ويعطي ولا يأخذ والصدر الطيب، وملجأ الأمان واليد الحانية التي تمسح الأحزان وتحمل الدفء والثقة والاطمئنان!! دعا الى إنشاء نادٍ... ذكّر به قراءه ضمن تقديم سيمفونيته/ قصائده الوجدانية التي اختار لها عنوان: "خلجات الحب"، فقال: دعوت على الدوام لإقامة نادٍ خيالي اسمه: "نادي الوجدان" يضم في صفوفه الملايين من الذين يؤمنون مثلي بأن العمر لحظة علينا استغلالها بالحب، والدعوة للخير، والعمل الصالح... وبأننا خسرنا كثيراً عندما قلّدنا الأجانب في اللهاث نحو سراب المادة... الخ! ويعود بي صديقي الحميم، الكاتب العربي والصحافي الكبير/ عرفان نظام الدين الى سنوات خلت في ثمالة السبعينات وصدر الثمانينات... عندما حاورني يومها وتضامنّا معاً للدعوة الى إنشاء مستوطنات للحب، وأخذنا الجدل الساخر مع القراء يومها الى ذلك التساؤل المطروح من واقع الحال العربي: هل نسمّيها "مستوطنات" الحب أم "مستعمرات" الحب... وهل الحب: استيطان ام استعمار؟! وكنا نقتبس هذا الإسقاط مما سمّاه العدو الصهيوني: مستوطنات، وهي في اهدافها ومطامعها: مستعمرات... استمرت حتى اليوم شرطاً أساسياً لإزالتها!! ولكن... دعوتنا تختلف، فهي تحضّ على إنشاء: مستوطنات للحب... ولا أدري: لماذا تنازل صديقي "عرفان نظام الدين" عن بناء مستوطنات للحب، والاكتفاء بإقامة نادٍ للوجدان؟!! ربما... في أضعف الإيمان - كما يقولون - قد لا يلتفت الى "النادي" الكثير من الموغلين في الماديات والمظاهر والظواهر، ولكنه يستقطب عشاق الجمال من المضمّخين بعطر الرومانسية في تفتّح مشاعرهم على الحب!! وهكذا... خففت - غير متثاقل - الى احتضان كتاب صديقي الحميم/ عرفان نظام الدين: أرتوي من "خلجاته" في عصر التصحّر العاطفي... وهي خلجات ليس لها سبك القصائد الشعرية، ولكنها: "نتاج قصائد منثورة في قلوب آمنت بالحب... وقصائد وجدانية تحمل لواء العودة للرومانسية"!! وفي عودة "عرفان" هذه يؤكد: ان الرومانسية هي فعل قبل ان تكون مجرد مشاعر صامتة... فقد اشتقنا الى الأيام الخوالي التي لا أنانية فيها، ولا غيرة أو حسداً! إشتقنا الى تبنّي اخلاقيات سيد الخلق ورسول المحبة والسلام/ محمد صلّى الله عليه وسلّم، حين لا ننام وجارنا جائع... واشتقنا الى مشاعر وطنية رومانسية ايام كل مواطن خفير... واشتقنا الى مشاعر الوحدة بين العرب من المحيط الى الخليج، مردّدين بصدق وانتماء: "بلاد العرب أوطاني"!! وبهذه القيم والأسس: ينطلق "عرفان" بخلجاته نحو الحب، مذكراً بالحديث الشريف: "المرء مع مَنْ أحبَّ"، وبمقولة "إبن القيّم الجوزية": ان اللغة العربية هي لغة الحب، اذ تحمل اكثر من ستين اسماً للحب، من بينها: الهوى، والعشق، والشفق، والوجد، والصبوة، والهيام... والشاعر/ العصر - نزار قباني يختتم حوارنا عن الحب دائماً ببيته الأشهر: - الحب في الأرض بعض من تصوّرنا لو لم نجده عليها... لاخترعناه!!