القلق بدأ يداهمني من انتشار ثقافة فقدان العيد ألقه ووهجه وفرحته وجماله .. والأكثر قلقا اعتباره كسائر الأيام .. بل الأدهى من هذا وذاك .. محاولة أقلام كثيرة «تلبيسه» ثوب الحزن والاكتئاب .. لا أعرف من أين جاءت هذه الموجة التي اعتلت بحر الكتاب في كلماتهم وأحرفهم وجملهم .. حتى شعرت وأنا أتصفح ما ذرفته أعينهم من البكائيات في مقالاتهم يوم أمس .. أن الفرح عدوهم الأول والأخير .. وأن الحزن والأسى والاكتئاب عنوان دائم لكل الناس ..!! ليس من حقنا أن نصادر فرحة البشر بيوم أغر .. وليس من اللباقة أن نرسخ ثقافة الحزن في مجتمعاتنا .. وليس من المنطق أن نصدر فشلنا في التعامل مع الفرح للآخرين .. في محاولة يائسة ليعيش الآخر ظروفنا وهمومنا وآلامنا .. هذا العمل ديكتاتوري بسلاح الكلمة والعاطفة ودغدغة مشاعر الماضي .. وهذه أدوات خطرها أقوى من الرصاص المنهمر من الرشاشات والمسدسات .. وضحاياها أجساد تتحرك وقلوب وعقول تعيش الوهم ..ساكنة في منازلها بلون داكن .. لا يوحي لنا ببشر يتفاعل مع مجتمعه ..!! علينا أن ندفع بعجلة الفرح للأمام ..نزيل المنغصات من طريقنا .. ونستبدل الأشواك التي زرعناها في دروبنا بالورود .. والعيد فرصة لممارسة كل أنواع الفرح .. لنعيد اللياقة البدنية في قلوبنا للاستمتاع أكثر بالحياة الهانئة..!! العيد .. فرصة لإقلاع طائرتنا وتحليقها في سماء الفرح .. فلا عواصف ولا غبار ولا رياح تكسر أجنحتنا لمعانقة السعادة والسرور .. نحلق عاليا بأنفسنا وقلوبنا وعقولنا .. نترك صغائر الأمور في الأرض .. ونتعالى عليها في جو مفعم بالتسامح والحب والمودة ..!! لن نسمح في يوم الفرح .. ان تتبخر أحلامنا .. سنمارس هذا الحلم حتى يتحقق .. حتى لو وصل بنا الأمر لترفه كما يقولون .. بالتفاؤل سنصل له .. وسنعيشه واقعا .. وسنحلم بغيره .. وهذا يحتاج لوقود متواصل لإنجازه .. والفرح هو الوقود الحقيقي لتحقيق كل الأحلام .. والضجر السبب الرئيس في تحويل أحلامنا إلى سراب..!! دعونا نعاهد أنفسنا .. أن لا نجعل للمنهزمين داخل ذواتهم التأثير علينا .. والتسليم على أن العيد أصبح كسائر الأيام .. وان نمارس الوهم بأن الماضي دائما أجمل من الحاضر والمستقبل .. دعونا نطلق العنان للفرح .. ونمزق القيود التي تعيقنا عن ممارسة لغة الفرح ..!! العيد .. له احساسه الخاص في كل النفوس .. شئنا أم أبينا .. هو ليس شعارا فقط .. بل قانون إنساني جذاب .. حتى من يغوص في دهاليز الحزن يشعر برحابه وقدومه ولفحته .. !! دعونا نعاهد أنفسنا .. أن لا نجعل للمنهزمين داخل ذواتهم التأثير علينا .. والتسليم على أن العيد أصبح كسائر الأيام .. وان نمارس الوهم بأن الماضي دائما أجمل من الحاضر والمستقبل .. دعونا نطلق العنان للفرح .. ونمزق القيود التي تعيقنا عن ممارسة لغة الفرح ..!! دعونا .. نترك « العكازات» في سيرنا للأمام .. فهذه العوامل المساعدة لا تليق بشباب في عمر الزهور .. فالحياة لا تتوقف عند حزن عابر هنا أو هناك .. والناجح هو من يستطيع تغيير خارطة طريقه من الألم للفرح .. والعيد عامل مساعد لهذه الانتفاضة داخل ذواتنا ..!! رحمة بمجتمعنا يا أرباب القلم .. رحمة بأطفالنا أيها السادة .. ابتعدوا عن لغة السواد في اليوم الأبيض .. لا تحولوا أفراحنا لمحطة نمارس فيها الضجر .. ونراكم الهموم على قلوبنا بمناسبة وبدون مناسبة ..!! أتفق معكم أيها السادة .. ان الفرح أصبح عملة نادرة .. لكنه موجود يتحرك في حياتنا .. فلماذا هذا العمل المسعور من أجل قتله .. ألا يكفي تعرضه للإعاقة بسببنا .. نعم بسببنا لأننا توغلنا كثيرا في نفق الأسى والاكتئاب .. حتى أن البعض منا نسي الفرح وفروعه ومكوناته .. !! لا أعرف سببا واحدا .. يجعلنا نضع أصابعنا على أعيننا .. ومن ثم نصرخ بأعلى الصوت أننا لا نرى الأشياء كما هي .. ولا أعرف لماذا نستورد ثقافة الاكتئاب من الخارج .. ونحن أمة الاطمئنان والاستقرار ..!! دعوا الناس تفرح .. دعوهم يمارسون لغة الضحك .. دعوهم يتنفسون في الأعياد .. لا تحاولوا عبثا زجهم لشرب الماء المالح و العذب يتراءى أمام أعينهم .. !! العيد يوم استثنائي .. لا يمكن أن يكون كسائر الأيام .. هذا قانون سماوي .. أليس كذلك ..!!