تجري الأممالمتحدة تحقيقات في شأن اتهامات متبادلة بين اريتريا واثيوبيا تتعلق بمسار عملية السلام بين البلدين اللذين خاضا حرباً دموية لأكثر من عامين بسبب نزاع على الحدود بينهما. وفي الإطار نفسه، نفى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ليغويلا جوزف ليغويلا في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس على جسر نهر مرب الفاصل بين اثيوبيا واريتريا أن تكون القوات الاثيوبية توغلت مسافة 8 كلم داخل المنطقة الأمنية العازلة التي تفصل بين قوات البلدين. وقال ليغويلا أمام مجموعة من الصحافيين الاريتريين والاثيوبيين والمراسلين الأجانب: "إن أسمرا لم تخطرنا مباشرة عن توغل القوات الاثيوبية وعلمنا بالأمر من تقارير صحافية وأجرينا تحقيقات ووجدنا أن القوات الاثيوبية لم تتوغل". وأشار إلى وجود اتهامات متبادلة، لكنه أكد أن التحقيقات جارية في الاتهامات. وعن أسباب تعطيل عملية تبادل أسرى الحرب من الجانب الاثيوبي، قال ليغويلا إن أديس ابابا أوقفت عملية تبادل الأسرى لأنها ترغب في معرفة مصير الطيار الاثيوبي بطرس، الذي كانت المضادات الأرضية الاريترية اسقطت طائرته في العاصمة أسمرا وأسرته. كما تطالب بمعرفة مصير 36 آخرين من الميليشيات. وأعرب المبعوث الخاص لكوفي أنان عن تفاؤله بمسيرة السلام على رغم وجود بعض العقبات "إذ لم يتسن لقوات حفظ السلام العبور جوياً بين أسمرا وأديس ابابا والعكس حتى الآن". وتطالب القوات الدولية بمعبر جوي لتسهيل مهمة البعثة. كما تواجه البعثة الدولية أيضاً "عقبات خارج المنطقة الأمنية من قبل اريتريا". وكانت البعثة الدولية رتبت لعقد مؤتمرها الصحافي على جسر مرب الذي سبق أن دمرته الحرب، في إطار رمزي لعملية "بناء جسر الثقة بين البلدين". وكان لافتاً أن الصحافيين الاريتريين والاثيوبيين أعربوا عن رغبتهم الصادقة في السلام وتبادلوا الأحاديث الودية على رغم الحذر في التحدث عن الحرب. كما تبادلوا تحيات الوداع، خصوصاً ان عدداً منهم يرتبط بعلاقات صداقة. وكانت أسمرا وأديس ابابا توصلتا إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب وأعلنت الأممالمتحدة تأسيس المنطقة العازلة على مسافة 25 كلم داخل الحدود الاريترية.