توقعت مصادر عسكرية اميركية تحدثت الى "الحياة" تصعيداً في العمليات العسكرية ضد العراق في نهاية الشهر المقبل، فيما دعت بغداد الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان الى التدخل لوقف "انتهاك" الطائرات الاميركية والبريطانية للاجواء العراقية، مؤكدة حقها في التصدي لها فوق منطقتي الحظر في الشمال والجنوب. وقالت المصادر الاميركية ان وزارة الدفاع البنتاغون تضع خطط مواجهة عسكرية مع العراق في حال "استمر في تصعيد الاعتداءات" على طائرات التحالف، موضحة ان هذه الخطط "تشمل ضرب أهداف عراقية خارج منطقة الحظر، اضافة الى تفجير قواعد الاشتباكات". وتأتي التهديدات الاميركية عشية ذكرى اجتياح العراقالكويت في مطلع آب اغسطس 1990، ومع تزايد التقارير عن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية اميركية - عراقية. وتكتسب الذكرى هذه السنة بعداً شخصياً، كونها الأولى في عهد الرئيس جورج بوش الذي ورث العقوبات على العراق، متحدياً يتمثل في استمرار الرئيس صدام حسين في الحكم، على رغم هزيمته العسكرية قبل 10 سنوات. في بغداد أ ف ب قال نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز في رسالة الى الأمين العام للامم المتحدة ان "الانتهاكات التي ترتكبها الطائرات الحربية الاميركية والبريطانية للاجواء العراقية ترقى الى مستوى الحرب غير المعلنة"، مشيراً الى "282 خرقاً دولياً لحدودنا الدولية منطلقة من الكويت عبر المنطقة المنزوعة السلاح الواقعة ضمن ولاية بعثة الاممالمتحدة للمراقبة "بين البلدين، بين 7 تموز يوليو الماضي و20 منه. وكرر ان بلاده "ترفض رفضاً قاطعاً ما يسمى بمنطقتي الحظر الجوي... ولكل ما يترتب على هذا القرار اللاقانوني لا سيما الذرائع والمبررات الواهية التي تستند اليها هذه الدول في محاولة منها لتسويغ عدوانها العسكري ضد بلدنا". ودعا عزيز أنان الى "اتخاذ الاجراءات المطلوبة بموجب ميثاق الاممالمتحدة لوقف العدوان وتحميل الجهة التي ارتكبتها المسؤولية الدولية كاملة بضمن ذلك دفع التعويضات للجانب العراقي". الى ذلك، كرر وزير الدولة العراقي للشؤون الخارجية السيد ناجي صبري حق بغداد في التصدي للطائرات الاميركية والبريطانية التي تحلق فوق منطقتي الحظر الجوي. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن صبري ان "ما يقوم به العراق هو الدفاع المشروع عن النفس وهو حق كفلته كل الشرائع وفق ميثاق الاممالمتحدة والقوانين والمواثيق الدولية". وشدد على "حق العراق في المطالبة بالتعويض عن الخسائر التي تنجم عن هذه الاعتداءات" الاميركية.