بغداد - أ ف ب، ق ن أ - اكد مسؤول عراقي امس ان الولاياتالمتحدة كثفت غاراتها الجوية على العراق لتغطية فشل حملتها الهادفة للحصول على تأييد من اجل اطاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وقال رئيس "منظمة السلم والصداقة والتضامن العراقية" صلاح المختار الذي سيتسلم قريباً مهامه سفيراً للعراق في الهند ان هذا التصعيد "هو ردّ فعل مباشر لفشل الولاياتالمتحدة الاميركية في تآمرها على العراق". واكد "ان الجولة الاخيرة لوزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ومساعدها لشؤون الشرق الاوسط مارتن انديك في الخليج لم تسفر عن مواقف حاسمة في دعم المخططات الاميركية تجاه العراق". ورأى ان التصعيد الاميركي "جاء بعد فشل واشنطن في الحصول على مواقف مؤيدة للاتجاهات الجديدة المعلنة في سياساتها تجاه العراق" والداعية الى اطاحة النظام القائم فيه. واعرب المختار عن اقتناعه بأن "ما يجري حالياً هو محاولة لتسخين الاجواء من اجل قبول حل سياسي لاحقاً". ورداً على سؤال عما اذا كان تصعيد الهجمات الجوية يشكل استنزافاً للعراق قال المختار: "من المؤكد ان مهاجمة مواقع عراقية مدنية او عسكرية يلحق اضراراً بالعراق، لكن هذا التصعيد يؤدي ايضاً الى استنزاف سياسي للولايات المتحدة على المستوى العربي والعالمي اذ ان هناك اجماعاً على ادانة التصعيد الاميركي والسياسة الاميركية الاخيرة تجاه العراق، الامر الذي يهيئ لإحكام العزلة على الولاياتالمتحدة وزيادة التعاطف مع العراق". وقال رئيس لجنة الثقافة والاعلام والتربية والشباب في المجلس الوطني العراقي موفق عسكر ان تصعيد النشاط الجوي الاميركي يدخل في اطار "محاولات اميركا اسكات الصوت العراقي". وكرر العراق رفضه لمنطقتي الحظر الجوي اللتين تفرضهما الولاياتالمتحدة وبريطانيا واكد حقه في الدفاع عن نفسه والحفاظ على سيادته وامنه. واشار وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف في رسالة الى رئيس مجلس الامن الى الغارات التي تشنها الطائرات الاميركية والبريطانية على الاراضي العراقية ووصفها بأنها "استمرار للاعتداءات العسكرية التي باتت تشكل سياسة ثابتة لهاتين الدولتين لتحقيق اهدافهما السياسية للنيل من سيادة العراق واستقلاله وسلامته الاقليمية". واكد الصحاف ان "هذه السياسة المعلنة على لسان مسؤولي الدولتين تشكل وفق ابسط معايير التعامل الدولي انتهاكاً صارخاً لقواعد ميثاق الاممالمتحدة، التي تؤكد تحريم استخدام القوة او التهديد بها ضد سلامة اراضي اي دولة واستقلالها وسلامتها الاقليمية". واضاف الوزير العراقي في رسالته ان "تلك الاعتداءات امر لا يمكن لمجلس الامن اغفاله لا سيما ان الدول المعتدية هي اعضاء في مجلس الامن يحملها ميثاقه مسؤولية خاصة في الحفاظ على السلم الدولي". واكد احتفاظ العراق بحقه في الدفاع عن نفسه ومطالبته الدول المعتدية بالتعويضات عن الاضرار البشرية والمادية والمعنوية التي لحقت به.