} حملت بغداد بعنف على "اعمال استفزازية كويتية" في المياه الاقليمية للعراق، مؤكدة انها تحتفظ بحق الرد، في حين دعت روسيا الى وقف القصف الأميركي - البريطاني على العراق، معتبرة ان المحادثات مع بغداد لإقناعها بقبول عودة المفتشين الدوليين "لا يمكن ان تبدأ على وقع القنابل". بغداد، موسكو - أ ف ب - أفادت وكالة "انترفاكس" الروسية للانباء امس ان موسكو تعتبر ان عمليات قصف جنوبالعراق التي شنها الاميركيون والبريطانيون يومي الجمعة والسبت الماضيين "لا تؤدي سوى الى تعقيد الوضع" في هذا البلد. ونقلت الوكالة عن مصادر ديبلوماسية ان "موسكو مقتنعة بأن مثل هذه الاعمال التي تتجاوز قرارات مجلس الامن لا تؤدي سوى الى تعقيد الوضع في العراق، وتحول دون ايجاد الحلول لتهدئته". واضافت المصادر ان الحكومة الروسية تشدد على ان تضع القوات الاميركية والبريطانية حداً لعمليات قصف الاراضي العراقية. واعتبرت المصادر ان "المحادثات مع بغداد في شأن استئناف التعاون مع الاممالمتحدة، خصوصاً موافقة العراق على عمل المفتشين الدوليين على اراضيه، لا يمكن ان تبدأ على وقع القنابل، ومن اجل تهدئة الوضع، ينبغي ليس فقط الطلب من بغداد تطبيق قرارات الاممالمتحدة، وانما ايضا ايجاد الظروف الخارجية المناسبة لذلك". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكد اثناء زيارة نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز لروسيا في تموز يوليو الماضي، ان موسكو "ستواصل دعم العراق بما في ذلك داخل الاممالمتحدة"، وستواصل معارضة "أي عملية قصف" ضد هذا البلد، معلنة بذلك رغبتها في الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع العراق. ومنذ كانون الاول ديسمبر 1998 تدور مواجهات شبه يومية بين بغداد والطيران الاميركي والبريطاني، الذي يتولى مراقبة منطقتي الحظر الجوي في شمال العراقوجنوبه. ولا تعترف بغداد بالمنطقتين اللتين لم يصدر في شأنهما أي قرار دولي. الى ذلك، افادت "وكالة الانباء العراقية" الرسمية أمس ان العراق اتهم الكويت بانتهاك مياهه الاقليمية، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الى التدخل لوقف "التصرفات العدوانية والاعمال الاستفزازية". وأوضحت ان هذه الدعوة جاءت في رسالة احتجاج وجهها مندوب العراق لدى المنظمة الدولية حسن سعيد الى انان، مطالباً بالتدخل "لوقف التصرفات العدوانية والأعمال الاستفزازية التي يقدم عليها النظام الكويتي داخل المياه الاقليمية العراقية". وأشار الى ان "قوات البحرية الكويتية ارتكبت في السابع عشر من تموز يوليو الماضي أعمال قرصنة في المياه الاقليمية العراقية، باعتدائها على عدد من الزوارق المملوكة لأشخاص اماراتيين، واطلاقها النار على زورق واصابته بطلقات ادت الى الحاق اضرار مادية به". "قرصنة" وجاء في الرسالة ان "قوات القرصنة الكويتية تعرضت للزورق الاماراتي "القناص" وعلى متنه 7 هنود، والزورق الهندي "البراري" وعلى متنه 12 هندياً، اضافة الى التعرض للزورق الهندي "بركة الله" وعلى متنه 12 هندياً". واعتبرت ان "دخول البحرية الكويتية المياه الاقليمية والاعتداء على الزوارق يمثلان خرقاً سافراً لحرمة العراق وسيادته ويعدان عملاً عدوانياً وانتهاكاً صارخاً لميثاق الاممالمتحدة، وفق ابسط معايير التعامل ومبادىء القانون الدولي". تلويح برد وشددت على ان "حكومة العراق تحتفظ بحقها الكامل الذي يكفله ميثاق الاممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي والاعراف الدولية، في اتخاذ الاجراءات اللازمة للدفاع عن حرمة العراق وسيادة اراضيه ومياهه الاقليمية، والمطالبة بالتعويض عن الاضرار المعنوية والمادية التي تسببت فيها هذه الاعمال العدوانية، وطبقاً لمبدأ المسؤولية الدولية". وتعلن الكويت بانتظام اعتراض سفن في الخليج تتهمها بانتهاك الحظر المفروض على العراق منذ 1990.