استمر مسلسل المواجهات العرقية شمال بريطانيا وأسفر مساء اول من امس، عن سقوط عدد كبير من الجرحى غالبيتهم من رجال الشرطة الذين تدخلوا في مدينة برادفورد للحيلولة دون اتساع نطاق صدامات بين متطرفين بيض وشبان آسيويين. لندن - رويترز، أ ف ب - تعرضت قوات مكافحة الشغب البريطانية للرشق بالحجارة من جانب مئات الشبان من اصول آسيوية في مدينة برادفورد شمال غربي بريطانيا. وأصيب 80 شرطياً بجروح في مواجهات مع الآسيويين الذين اقدموا على طعن اثنين من البيض، في اطار محاولتهم احباط مهرجان كان متطرفون بيض يخططون لتنظيمه في المدينة. ودخلت الشرطة في مواجهات مع الآسيويين الذين رشقوا عناصرها بقنابل حارقة وحجارة وزجاجات فارغة، واحرقوا سيارات. وفجر الاشتباكات اعلان الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة عزمها على تنظيم مهرجان في برادفورد التي يعيش فيها حوالى مئة الف آسيوي. وقال ستيوارت هايد قائد الشرطة في منطقة وست يوركشاير ان "اكثر من 80 ضابطاً جرحوا كما اصيب جوادان للشرطة". وكان وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت قرر الاسبوع الماضي فرض حظر على المسيرات السياسية في برادفورد، لتفادي اعمال شغب عرقية كتلك التي وقعت في الاشهر الاخيرة في مناطق عدة شمال انكلترا حيث تعيش جاليات باكستانية وبنغالية ضخمة. وتجاهل اعضاء الجبهة الوطنية الحظر وبدأوا اعتباراً من بعد ظهر اول من امس، بالتوافد على برادفورد للمشاركة في المهرجان. لكن اعضاء الرابطة المناهضة للنازية وتجمعات اخرى مناهضة للفاشية، تفوقوا عليهم عددياً واحبطوا المهرجان. واعتقلت الشرطة عشرة رجال بيض وامرأة بيضاء وسبعة رجال آسيويين. وعرضت محطات التلفزيون مشاهد لشبان آسيويين يطاردون رجلاً من البيض ويحيطون به ويوسعونه ضرباً ثم يطعنونه بعد ذلك. وقال شهود ان التوتر بلغ ذروته عندما خرجت مجموعة من الرجال البيض من احد المقاهي في وسط المدينة وبدأت بكيل الشتائم العرقية. وأغلقت المتاجر مبكراً في الوقت الذي بدأت فيه الاشتباكات بعد الظهر. واستمرت الشوارع مملوءة بالشرطة ومثيري الشغب بعد اكثر من عشر ساعات من بدء الاضطرابات.