أظهرت الارقام الصادرة عن وزارة السياحة والآثار ان عدد السياح الخليجيين في الاردن زاد خلال الشهور السبعة الاولى من السنة الجارية بنسبة 36.2 في المئة عما كان عليه في الفترة نفسها من العام الماضي، في حين انخفض عدد السياح الاوروبيين والاميركيين في الفترة نفسها بمقدار الخمس تقريباً. وسجلت السياحة الخليجية ارتفاعاً ملحوظاً خلال الفترة المنتهية في الاول من شهر آب اغسطس. ووصل عدد السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي الى الاردن في الفترة المذكورة الى 444 ألف زائر مقابل 326 الف زائر في الفترة نفسها من العام الماضي، من بينهم 351 الف سائح سعودي ونحو 51 الف سائح كويتي. وقالت مصادر في وزارة السياحة والآثار ان هذه الزيادة في عدد السياح الخليجيين جاءت على رغم الانباء عن ازمة المياه الملوثة في منطقة عمان الغربية، وهي المنطقة التي تجذب اكبر عدد من السياح الخليجيين في العاصمة. واضافت ان الكثيرين من هؤلاء السياح عبروا الحدود الى سورية لقضاء الاجازة فيها بدلاً من قضائها في الاردن، وذلك بسبب مشكلة المياه التي لم تُحل بعد، على رغم مرور نحو خمسة اسابيع على كشف النقاب عنها. اما السياح الاميركيون والاوروبيون فانخفض عددهم بنسبة 19 في المئة خلال الشهور السبعة الاولى. ومن بين هؤلاء انخفض عدد السياح الالمان بما نسبته 41 في المئة، والنمسويين بما نسبته 39.5 في المئة، والفنلنديين بما نسبته 27 في المئة والبريطانيين بما نسبته 24 في المئة والسويسريين بما نسبته 23 في المئة. وعزت المصادر انخفاض اعداد السياح الاميركيين والاوروبيين الى الاردن الى تعثّر العملية السلمية في المنطقة وغياب الشعور في ما يتعلق بسير هذه العملية، فضلاً عن التأثير الذي تركته الازمة التي نشبت بين العراق والامم المتحدة في شباط فبراير الماضي والتي اضرت بالموسم السياحي الشتوي. ومعروف ان هناك ثلاثة مواسم سياحية في الاردن، الاول، في الشتاء، والثاني في الخريف، ويعتمد هذان الموسمان على السياح القادمين من اوروبا واميركا. اما السياحة الخليجية فان موسمها يستغرق شهور الصيف من كل عام. وكانت مدينة البتراء الوردية، وهي اهم مناطق الجذب السياحي الاردنية تأثرت سلباً في الشهرين الاول والثاني من السنة الجارية اذ ناهزت نسبة الحجوزات الملغاة في فنادق مدينة البتراء خلال الشهرين المذكورين نحو 15 في المئة. وحول العلاقة بين الازمة بين العراق والامم المتحدة والموسم السياحي في الاردن قالت المصادر ان السياح الاميركيين والاوروبين يعتبرون الشرق الاوسط اقليماً واحداً وهم لا يميزون بين العراقوالاردن اذ يعتبرونهما جزءاً من الشرق الاوسط. وكانت السياحة احد اكثر القطاعات الاقتصادية ازدهاراً عام 1995، وهو العام الذي تلا توقيع اتفاق السلام الاردني - الاسرائيلي. غير ان العامين التاليين شهدا تراجعاً في عدد السياح وفي المردود الذي حققه الاردن من هذا القطاع. وعزا مراقبون التراجع الى سلسلة التفجيرات التي كانت شهدتها اسرائيل في الشهور الثلاثة الاولى من عام 1995 والى القصف الاسرائيلي المدمّر لجنوب لبنان الذي بلغ ذروته في مجزرة قانا في شهر نيسان ابريل عام 1996، واخيراً وصول حزب الليكود برئاسة بنيامين نتانياهو الى السلطة في نهاية شهر ايار مايو من العام نفسه