القدس المحتلة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب، أ ب - لم يبق من وقف النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين سوى الاسم، فقد انفجر الوضع من جديد أمس في الخليل وقطاع غزة، بعدما فشل اجتماع بين المسؤولين الأمنيين في التوصل إلى اتفاق على البدء بمرحلة التهدئة، تمهيداً لاستئناف المفاوضات، حسبما تنص توصيات "لجنة ميتشل" الدولية. وجرح شاب فلسطيني وجندي إسرائيلي صباح أمس في حادثين منفصلين في الضفة الغربية، حسب ما أفادت مصادر فلسطينية وإسرائيلية. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن الفلسطيني اصيب اصابة طفيفة في الرأس برصاص إسرائيلي مغلف بالمطاط في مدينة الخليل. وقال ناطق عسكري إسرائيلي إن الجنود في الخليل كانوا يردون على اطلاق نار استهدف مساكن المستوطنين الذين اعتدوا على فلسطينيين وأحرقوا متاجرهم. وكانت إسرائيل قد سحبت قواتها من 80 في المئة من الخليل سنة 1997 اثر اتفاق مع السلطة الوطنية الفلسطينية، بيد أنها لا تزال تسيطر على جيب وسط المدينة يعيش فيه 400 مستوطن من المتشددين اليهود. من جهة أخرى، أعلن ناطق عسكري إسرائيلي أن جندياً إسرائيلياً اصيب بجروح طفيفة في انفجار عبوة لدى مرور سيارته قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية الخاضعة للسلطة الفلسطينية. وكان المصدر ذاته أعلن في وقت سابق وقوع سلسلة هجمات على مواقع عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة خلال الليل لم تسفر عن سقوط جرحى. وكان 12 فلسطينياً على الأقل اصيبوا الجمعة في اشتباكات وقعت في غزةوالضفة الغربية بينهم أربعة خلال مسيرة احتجاج في الخليل. وقتل 16 فلسطينياً وعشرة إسرائيليين في الاشتباكات التي وقعت منذ بدء سريان وقف النار. واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، الذي عاد إلى إسرائيل الجمعة بعد جولة أوروبية قصيرة، بوجود خلافات مع الزعماء الأوروبيين على السياسة التي تنتهجها حكومته ضد الفلسطينيين. ولم يتمكن شارون من تحقيق هدفه من خلال اجتماعاته في المانيا وفرنسا بزيادة الضغط على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان الجمعة: "أعربت عن موقف إسرائيل بأوضح طريقة ممكنة. ربما ليس هناك اتفاق كامل، لكن من الواضح تماماً أن هناك تفهماً". لكن مساعداً لجوسبان قال إنه أبلغ شارون مطالبته بإنهاء العنف بالكامل قبل اتخاذ أي خطوات سياسية يعرقل الطريق إلى السلام. وانتهى اجتماع عقد في تل أبيب بين مسؤولي أمن إسرائيليين وفلسطينيين من دون اتفاق على وقف النار لفترة سبعة أيام، تمهيداً لفترة تهدئة واجراءات لبناء الثقة وإلى استئناف مفاوضات السلام. وقال اللواء عبدالرازق المجايدة، مدير قوات الأمن الوطني الفلسطينية في غزة، إنه وفقاً للتفاهم مع واشنطن، فإن فترة وقف النار انتهت الأربعاء الماضي. لكن متحدثاً باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية قال إن واشنطن "قبلت تماماً" الموقف الإسرائيلي بأن العد التنازلي لم يبدأ بعد بسبب استمرار العنف. وأعلنت مصادر ديبلوماسية إسرائيلية ان وزير الخارجية الأميركي كولن باول وافق في مكالمة هاتفية مع شارون بعد عودته من جولته الأوروبية على أن استمرار العنف يعني أن "الظروف غير مواتية بعد" للمضي قدماً في خطة السلام. إلى ذلك، أكد أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي أمس لصحيفة "فرنكفورتر راندشاو" الألمانية ان الانتفاضة ستستمر طالما استمر الاحتلال. وأضاف انه "لن يكون هناك وقف للنار ما دامت هذه الأراضي الفلسطينية محتلة ان تواصل الاحتلال يعني رعباً كبيراً. من حقنا أن نواصل مقاومتنا، لأن إسرائيل لا تحترم وقف النار". وتابع ان الانتفاضة تشكل نجاحاً أساسياً، لأنها "زعزعت اعتقاد الإسرائيليين بأن المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة إسرائيلية". وأشار إلى أن "المستوطنات تحولت إلى معسكرات لأن الطرقات لم تعد آمنة. وأصبحت ظروف عيش المستوطنين صعبة والكثير منهم أصبح يفكر في المغادرة. إن هذا نجاح كبير"، مؤكداً أن حركة "فتح" تطلب من أنصارها في المقابل عدم شن هجمات على إسرائيل. وزاد: "اننا نحاول اقناعهم ان الاعتداءات في إسرائيل ليست في مصلحتنا. هذه هي استراتيجية فتح منذ البداية... ولكن من الصعب جداً اقناع الناس".