القدس المحتلة، رام الله - اف ب - دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك امس الى "الفصل مع الفلسطينيين" بعد مقتل اسرائيليين اول من امس في جنين وفي الخليل في الضفة الغربية. وقال في بيان صادر عن رئاسة الحكومة ان "الفصل مع الفلسطينيين ضروري لحماية المواطنين الاسرائيليين". واضاف: "ينبغي ان نفعل كل ما يمكن حتى يتم الفصل بموجب اتفاق مشترك، لكن اذا استحال ذلك يجب ان يتم من جانب واحد وبصورة تدريجية". ويعني الفصل من جانب واحد ان تقوم اسرائيل برسم خارطة الكيان الفلسطيني عبر الانسحاب من عدد من المستوطنات المعزولة. واكد باراك مرارا خلال الاسابيع الاخيرة ان اسرائيل يمكن ان تنجز "الفصل" من جانب واحد اذا استحال التوصل الى اتفاق نهائي مع السلطة الفلسطينية. واعادت الانتفاضة وتكرر الهجمات ضد اسرائيليين ابراز فكرة "الفصل" الفعلي بين اسرائيل والفلسطينيين. الا ان هذا المشروع العزيز على باراك قد لا يحظى بأي فرصة في حال فوز زعيم اليمين ارييل شارون في الانتخابات نظرا لمعارضته اخلاء المستوطنات. كما ان مشروع باراك الذي لم تتضح معالمه تماما يبدو صعب التطبيق عمليا على الصعيد الاقتصادي نظرا لان اكثر من 120 الف عامل فلسطيني يعملون في اسرائيل في الاوقات العادية. كذلك شددت اسرائيل القيود على الانتقال بين مدن الضفة كاجراء امني قبل الانتخابات. وشجب باراك مقتل مستوطن في الخليل، مؤكدا انه سيتم "تعقب الفاعلين الذين لن ينجوا من العقاب". وكان المستوطن الطبيب شمويل جيليس 42 عاما المقيم في مستوطنة كارمي تسور في تكتل مستوطنات غوش اتسيون قتل اول من امس عندما تعرضت سيارته لاطلاق نار قرب مخيم العروب، على الطريق بين بيت لحم والتجمع الاستيطاني. كما قتل الاسرائيلي ليور عطية 23 عاما من سكان العفولة شمال اسرائيل، قرب مدينه جنين. وصرح مسؤول كبير في تكتل ليكود بزعامة ارييل شارون ان على اسرائيل "ضرب" الشرطة الفلسطينية لوضع حد للاعتداءات. وقال النائب عوزي لاندو لاذاعة الجيش الاسرائيلي بعد مقتل الاسرائيليين ان "اسرائيل يجب ان لا تتردد في ضرب الشرطة الفلسطينية التي تشكل في الواقع جيشا فعليا يشن الحرب علينا". واضاف الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان ان "كلا من رجال الشرطة الفلسطينية الاربعين الفا المسلحين ببنادق حربية يجب ان يعرف انه سيتحول الى هدف". وتابع ان "اسرائيل يجب ان تهاجم السلطة الفلسطينية من اجل وضع حد للاعتداءات وافهام الرئيس ياسر عرفات بانه سيخسر كثيرا اذا استمرت اعمال العنف". واقترح ان توقف اسرائيل دفع اي مبلغ عائد للسلطة الفلسطينية. ميدانيا، اصيب 11 شابا فلسطينيا امس برصاص الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات جرت عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة المجاورة لرام الله. واكدت مصادر الهلال الاحمر الفلسطيني ان الجرحى، وبينهم ثلاث اصابات في الرأس، اصيبوا برصاص مطاط ومعدني خلال تظاهرة نظمت بعد صلاة الجمعة بمشاركة نحو ألف شخص. كما شهدت مدينة الخليل مواجهات محدودة بعد صلاة الجمعة حيث قامت مجموعة من الشبان برشق الجنود المتمركزين داخل المدينة بالحجارة، وفق ما اكد سكان من المدينة. وعزز الجيش الاسرائيلي الحصار على المدينة عبر سد منافذها غداة مقتل المستوطن، وقالت المصادر ان جرافات الجيش الاسرائيلي سدت مداخل المدينة ومداخل القرى المجاورة لها بكتل الاسمنت وركام الحجارة والتراب بحيث بات من المتعذر الوصول الى المدينة او التواصل بين سكانها وسكان القرى القريبة. وفي غزة، شارك نحو 2500 فلسطيني امس في تشييع احمد محيسن 22 عاما الذي قتل برصاص الجيش الاسرائيلي اول من امس قرب معبر المنطار كارني. وشكل تشييع المحيسن تظاهرة امتدت من مستشفى الشفاء الى منزل القتيل في مخيم جباليا وسط هتافات تدعو الى مواصلة الانتفاضة ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي.