كشف بيتر غاديت، احد قادة "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الذين يقودون العمليات العسكرية ضد مواقع انتاج النفط في جنوب السودان، ان حكومة الخرطوم تستخرج مادة اليورانيوم من منطقة كاي كانغ في ولاية الوحدة الجنوبية اعالي النيل. واكد الحاكم السابق لهذه الولاية الغنية بالنفط تعبان دينغ غاي، المنشق حديثاً عن الحكومة، ان عائدات انتاج النفط السوداني تفوق بكثير الرقم المعلن رسمياً من قبل الحكومة وهو ثلاثة ملايين دولار يومياً. والتقت "الحياة" كلاً من غاديت في منطقة بانتيو قرب كاي كانغ التابعة لولاية الوحدة، ودينغ غاي في مدينة فانجاك القريبة، في اطار تحقيقات في الغابات المحيطة بمواقع انتاج النفط والتي تسيطر عليها "الحركة الشعبية" راجع ص 13. واكد غاديت في حديثه وجود "خبراء اجانب كانوا يعملون مع الحكومة في التنقيب عن مادة اليورانيوم قبل استخراجها" عندما التحق بالقوات الحكومية وقاتل الى جانبها في المنطقة بين الاعوام 1995 و1999. وكان غاديت انشق مع الدكتور رياك مشار ولام اكول عن "الحركة الشعبية" التي يتزعمها العقيد جون قرنق في العام 1991، وانضم الى الميليشيات الموالية للحكومة في ولاية الوحدة العام 1995 ثم غادرها العام 1999 ليكون اول العائدين الى "الحركة الشعبية" يرافقه تسعة آلاف من العناصر التابعين له. ونفّذ بعد ذلك عمليات عسكرية عدة في مواقع النفط داخل المنطقة الحكومية التي كان يعمل فيها سابقاً. وعبّر عن خشيته من "احتمال وجود صفقة حكومية لتوريد مادة اليورانيوم" التي تُستخدم في صنع الاسلحة النووية وتوليد الطاقة الذرية "الى ايران او الصين، وذلك لاستخدام عائداتها في شراء اسلحة تستخدم في الحرب المندلعة في جنوب السودان ضد "الحركة الشعبية" منذ العام 1983. واكد غاديت ان قواته تسيطر حالياً على عدد من الآبار النفطية واستطاعت اقفال حقل كاي كانغ. وشدد على ان قواته "ستواصل عملياتها في المنطقة للسيطرة على حقول النفط فيها".