لندن - "الحياة" -أكد مسؤول في ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الاحتياط الفيديرالي الاميركي ألان غرينسبان معارضتهما مشروع قانون اقره مجلس النواب الاميركي بهدف تشديد العقوبات على المستثمرين في مجالات استخراج النفط السوداني وتصديره عن طريق منعهم من ممارسة نشاط في اسواق المال الاميركية. في غضون ذلك، رضخت جنوب افريقيا لضغوط لمنعها من دخول سوق النفط السوداني حالياً، واعلنت انها تريد القيام أولا بدور اكبر في عملية احلال السلام في السودان. وأقر مجلس النواب الاميركي بغالبية كبيرة أخيرا مشروع قانون لتشديد العقوبات، ينتظر أن يعرض امام الكونغرس ثم الرئيس الاميركي ليصبح سارياً. ويمنع المشروع الشركات غير الاميركية العاملة في مجال النفط السوداني من ادراج اسهمها في اسواق المال الاميركية. ونقلت وكالة "داو جونز" للانباء عن مسؤول كبير في الادارة الاميركية لم تسمه قوله إن "عقوبات اسواق المال ستضر بصورة كبيرة بعلاقاتنا مع دول اوروبية وافريقية مهمة لعملية السلام في السودان". واوضحت ان تصريحات المسؤول المطلع على سياسات العقوبات الاميركية تعني أن بوش سيرفض اعتماد أي قانون في هذا الاتجاه. وفي حين اشار المسؤول الى اسباب ديبلوماسية لرفض مشروع القانون، فإن رئيس الاحتياط الفيديرالي استخدم حججاً اقتصادية، وقال أمام لجنة المصارف في الكونغرس أول من أمس، إن "العقوبات من خلال الاسواق المالية ستؤدي الى خروج عمليات تمويل الى خارج أميركا والانتقال الى مدن مثل لندن وفرانكفورت وطوكيو". من جهة أخرى، بدا أن جنوب افريقيا تراجعت عن مشروع للاستثمار في مجال استخراج النفط السوداني بعد اتصالات اجرتها في هذا الصدد. واعلن المدير التنفيذي بالنيابة لشركة "سويكور" لانتاج النفط في بيان اصدره امس، ان شركته "تشارك مجلس القساوسة الكاثوليك في جنوب افريقيا قلقه من ان المتابعة المكثفة للمصالح النفطية في السودان قد تساهم في تصعيد الحرب الاهلية". واضاف في البيان الذي بثته خدمة شبكة المعلومات الاقليمية التابعة للامم المتحدة ان "سويكور ليست بصدد الدخول في اي اتفاق مع الخرطوم في شأن التنقيب عن النفط". وكان مجلس القساوسة اصدر بياناً اعرب فيه عن قلقه العميق ل"المراحل المتقدمة التي بلغتها مفاوضات الشركة لمد نشاطها الى السودان لأن النفط سبب رئيسي للحرب". ووجه رئيس المجلس الكاردينال ويلفريد نابيير نداء الى وزير الطاقة في جنوب افريقيا فومزيل مامبو نغوكا، عشية وصول وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الى بريتوريا، ل "التدخل لوقف هذا الدعم العلني للخرطوم". وكانت نائبة وزير الطاقة والمناجم سوزان شابانغو اكدت أن جنوب افريقيا ترغب في تطوير علاقاتها مع السودان في مجالي استخراج النفط والتعدين. واعلنت وزيرة خارجية جنوب افريقيا نكوسازانا دلاميني زوما أول من أمس اف ب ان حكومة بلادها تعتزم القيام بدور اكثر فاعلية من اجل احلال السلام في السودان. وقالت الوزيرة عقب لقائها في بريتوريا مع اسماعيل: "اتفقنا على العمل معا لمحاولة ايجاد حل سياسي للصراع في السودان . سنقوم بدور نشط"، مضيفة ان بلادها "ترغب كثيرا في رؤية السودان يعود الى وضعه الطبيعي". واضافت ان مساهمة جنوب افريقيا في عملية السلام ستحدد وفقا لتطور الاوضاع.