تيسير إدريس ممثل عرفه جمهور المسرح والتلفزيون في عدد من الأدوار المهمة التي أداها، وعكست بتنوعها واختلافها موهبة وخبرة كبيرتين. ففي المسرح عمل مع عدد من المخرجين في أدوار لفتت الانتباه وحققت نجاحات كبيرة، منها مسرحتي "رحلة حنظلة من الغفلة الى اليقظة"، و"ثلاث حكايات" للمخرج فواز الساجر. وجسّد أدواراً كثيرة على الشاشة الصغيرة، في مسلسلات "البحر أيوب" و"أيوب الغضب" و"هوى بحري" و"المحكوم" و"أبو كامل" و"يوميات أبو عنتر" و"تاج من شوك" وغيرها، الى جانب فيلمين سوريين هما "الليل" للمخرج محمد ملص، و"صعود المطر" للمخرج عبداللطيف عبدالحميد، وهو الفيلم الذي أدى بطولته الأولى واستحق عنه جائزة أحسن ممثل في مهرجان دمشق السينمائي. حاورته "الحياة" في شؤون السينما والمسرح والتلفزيون ومشواره الفني الطويل، في مكتبه حيث يشرف على "مؤسسة مرام للانتاج التلفزيوني والسينمائي": بين المسرح والسينما والتلفزيون، أين وجدت نفسك؟ - ليس غروراً إذا قلت - وأقولها دائماً - إن الممثل هو السيد في اللعبة الفنية. وأقصد، طبعاً، الممثل المعرفي الموهوب المخلص المحب المجتهد المطوِّر أدواته، والباحث عن كل تفصيل يفيده في تقديم الشخصية التي يؤديها. كل هذا تعلمته في المسرح وهو المعبد والأساس لكل ممثل متمكن. أحب السينما لأنها تشبه المسرح وتقترب منه وتلامسه، والحديث يطول. أما التلفزيون فيعطي فقط الشهرة للممثل - طبعاً في بلدنا - لكنه يستهلك الكثير من طاقاته الابداعية، بسبب تحكم الانتاج في العملية الفنية. قدمت في فيلم "صعود المطر" تجربة فنية صعبة، نلت عنها جائزة أحسن ممثل في مهرجان دمشق السينمائي. ماذا تقول عنها؟ وأين أنت من السينما اليوم؟ - العمل مع مخرجي السينما بالنسبة إليّ متعة، أدعو الله ألاّ يبعدني عنهم، مع بعدي الشديد. كم سعدت عندما طلبني عبداللطيف عبدالحميد، وقال لي: أنت ستكون بطل فيلمي الثالث "صعود المطر" ما رأيك؟ فوراً أحسست بالطيران، بالتحدي، بالدفاع عن نفسي، كممثل له حضوره الغائب. أمضيت سنين أنا وعبداللطيف نحضر لهذا الدور، اعتذرت عن أعمال كثيرة، فقط لأبقى ملاصقاً للدور، محباً له، محباً لمخرجه، عملنا وتعبنا كثيراً... وحصدنا ثلاث جوائز ذهباً للفيلم. بعد هذا الفيلم الجميل - الملحمة الذي لم يفهمه كثيرون، مع ان مقولته في غاية البساطة والجمال حافظوا على الفنان، حافظوا على الحب، اعتقدت ان المؤسسة العامة للسينما - الوحيدة المنتجة للأفلام - ومخرجيها لن يتركوني، وسيغرقونني بالسيناريوهات. دهشت، ضحكت. ست سنوات لم أُطلب لأي دور في المؤسسة. فعلاً انه أمر مضحك. خريطة الدراما التلفزيونية السورية تبدو اليوم اتجاهات متصارعة. أي لون من هذه الاتجاهات يجذبك وتفضله؟ - أولاً، الدراما التلفزيونية "دراما" بكل أنواعها. انما الصراع يكمن في طريقة اختيار النص والمخرج والممثل والجهة المنتجة وطريقة التعامل بحرفية مع النص المعطى. ثانياً، أفضل العمل مع مخرج يثق بي وأثق به، يحبني وأحبه، يحرضني وأحرضه، وإلا فلست مضطراً، أصلاً، الى العمل معه ولو كان تحفة زمانه. تغويني الأدوار الإشكالية الصعبة التي تضطرني الى البحث عن أصغر التفاصيل للوصول الى فهمها. وفي النهاية أستطيع أن أخلص الى أن أساس العملية الفنية وجوهرها قائم، قبل كل شيء، على الحب ولو اعتبره البعض "مثاليات".