سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الوزراء يسعى لاثبات قدرته على قيادة الحزب والحفاظ على الشراكة مع "العمل" والدفاع عن سياسته . توقع اجتماع "صاخب" للجنة المركزية ل"ليكود" وسط توتر متصاعد بين معسكري شارون ونتانياهو
} تترقب وسائل الاعلام العبرية باهتمام اجتماع اللجنة المركزية لحزب "ليكود" مساء اليوم، في ظل توتر متصاعد بين معسكري رئيس الحكومة ،زعيم الحزب ارييل شارون وسلفه بنيامين نتانياهو اللذين سيلتقيان، للمرة الاولى منذ أكثر من عامين، على منصة اللجنة لاجراء "نقاش سياسي عام". على الرغم من أن بياناً ختامياً لن يصدر عن اجتماع اللجنة المركزية لحزب "ليكود"، إلا أن أهميته تكمن أساساً في مشاركة بنيامين نتانياهو الذي أخذ على نفسه، مذ جلوس شارون على كرسي رئاسة الحكومة، مهمة قيادة الجناح المتطرف في "ليكود" والتحدث باسم أحزاب اليمين الأخرى والأشد تطرفاً. ويرى أنصاره في اجتماع اليوم طلقة أولى يطلقها في معركته على استعادة زعامة الحزب وبالتالي كرسي رئاسة الحكومة. ومن المفارقات ان شارون يأتي الى جلسة اليوم بلبوس "السياسي المعتدل" ليدافع عن سياسة حكومته أمام وزراء ونواب الحزب وبغالبيتهم يوجهون الانتقاد الشديد اليها لأنها تعتمد "ضبط النفس". وسيجد شارون نفسه مضطراً لاقناعهم بضرورة الحفاظ على الشراكة مع حزب "العمل" بقيادة وزير الخارجية شمعون بيريز في الائتلاف الحكومي، من خلال التأكيد انه هو الذي يقرر سياسة الحكومة وليس بيريز، كما يتهمه وزراء ونواب حزبه الذين صعدوا في الأسابيع الأخيرة، خصوصاً بعد لقاءي بيريز مع الرئيس ياسر عرفات، هجومهم على وزير الخارجية الذي وصفه عدد منهم بانه "أحد مجرمي اتفاقات أوسلو". ويبقى انشغال المعلقين في الشؤون الحزبية في السؤال الأهم: هل يصل اجتماع اليوم الى نهايته أم يحصل تفجيره، كما شهدت اجتماعات عديدة في السابق ويستذكرون على نحو خاص ما عرف ب"خطف المايكروفونات" حين قام شارون مطلع التسعينات، بخطف المايكروفون من رئيس الحكومة في حينه اسحق شامير ليحض اعضاء الحزب على اتخاذ قرار بتصعيد القمع الاسرائيلي للانتفاضة الأولى. وتحسباً لتكرار المشهد ودرءا لاجتماع صاخب قد يدلل على عجز شارون عن قيادة حزبه، حرص المدير العام لمكتب رئيس الحكومة اوري شاني الذي يعتبر أقوى رجل في "ليكود" وتردد انه يدير شؤون الدولة، على حصر الدعوات في أعضاء اللجنة فقط ليمنع دخول مئات من أنصار نتانياهو والتشويش على خطاب شارون أو العمل على التصفيق المتواصل لنتانياهو خلال ساعات الاجتماع لبث صورة الى الرأي العام الاسرائيلي تقول ان نتانياهو عاد ليكون رجل "ليكود" الأول. كما نجح شاني في اقناع رئيس اللجنة الوزير تساحي هنغبي في عدم طرح أي اقتراح قرار للتصويت ليحبط بذلك مسعى النائب اسرائيل كاتس، أبرز الموالين لنتانياهو، من اقتراح قرار يرغم شارون على التخلي عن "ضبط النفس" واعلان السلطة الفلسطينية "منظمة ارهابية". وفي المقابل، نجح أنصار نتانياهو في إفشال مخطط شاني عدم منح نتانياهو حق الكلام في أوج البث التلفزيوني واتفق على ان يلقي نتانياهو كلمته قبل نصف ساعة من موعد خطاب شارون، لكن ليس قبله مباشرة الثامنة مساء موعد نشرتي الأخبار في التلفزيون بقناتيه. وسوّغ شاني سعيه هذا بأنه من شأن ظهور الزعيمين في وقت متقارب ان يفسر وكأن للحزب رأسين، وهو الانطباع الذي يسعى شارون لمحوه. ويرى المعلقون ان شارون سيكرر أقواله من أن "ضبط النفس" لا يعني ان اسرائيل تقف مكتوفة اليدين في مواجهتها الفلسطينيين وسيؤكد نجاعة سياسة الاغتيالات أو "الاعتراض" كما يحلو له تسميتها، كما سيعلن مجدداً موقفه الرافض نشر قوات مراقبة دولية حتى ان كانت هوية "الطرف الثالث" اميركية. وزاد هؤلاء ان اعلان شارون أول من أمس رفضه الرقابة والغاء تصريح وزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر في شأن امكان قبول اسرائيل نشر قوة مراقبة، انما كان رسالة واضحة الى اعضاء اللجنة المركزية بهدف تخفيف الهجوم المتوقع منهم على سياسته. وكان عدد من المعلقين أشار في صحف أول من أمس ان شارون قد يوجه ضربة عسكرية قوية الى الفلسطينيين قبل انعقاد اللجنة تشفي غليل اعضائها المتعطشين لتقويض السلطة الفلسطينية وتشكل رداً مسبقاً على اي دعوة لتوجيه ضربة يتوقع ان يطلقها نتانياهو اليوم. لكن عدول شارون عن التنفيذ قد يكون مرتبطاً بجريمة القتل التي ارتكبها المستوطنون بحق عائلة طميزي في الخليل و"التي تسببت في ضرر سياسي لاسرائيل في العالم"، كما قال المراسل السياسي للاذاعة العبرية أمس. من جهته يتوقع ان يواصل نتانياهو انتقاداته لسياسة الحكومة، وقد يتجنب انتقاداً مباشراً لرئيسها لئلا يتهم بأنه يتآمر ضد زعيم حزبه، كما يقول أنصاره. وسيتحدث الى اعضاء اللجنة بلغة يرغبون بسماعها هي لغة القوة العسكرية والتطرف بعدما دعا اثناء زياراته المتكررة للمستوطنين وفي حديث لاذاعتهم عن ندمه على التوقيع على "اتفاق الخليل" وضرورة ان تبادر الكنيست الى تشريع قانون يلغي اتفاقات أوسلو. ويطرح السؤال أيضاً عن عدد الوزراء أو النواب من ليكود الذين سينضمون الى نتانياهو في انتقاد سياسة الحكومة ويتوقع ان تفعل غالبيتهم ذلك. ولوحظ في الأسابيع الأخيرة ان الوزيرة تسيبي ليفني هي الوحيدة من وزراء "ليكود" الثمانية التي تدافع علناً عن سياسة شارون فيما يلتزم الوزيران روبي ريبلين وسلفان شالوم غير المحسوبين على معسكر نتانياهو، الصمت. اما الوزراء الخمسة الآخرون فيتبنون، بشكل أو بآخر، أقوال نتانياهو. الى ذلك، يترقب حزب "العمل" ايضاً اجتماع "ليكود" وما قد يتضمنه من هجوم منفلت على بيريز وتحميله مسؤولية اتفاق أوسلو "الذي آل باسرائيل الى الأوضاع المتردية أمنياً". وحذرت الوزيرة دالية ايتسك رئيس الحكومة من مغبة مواصلة تحريض وزرائه على بيريز و"العمل" لأن "من شأن ذلك ان يدفع شارون الى نشاط عسكري لارضاء الأصوات المحرضة وعلى رأسها نتانياهو". وأجمل المعلقون ان الاجتماع قد يهدد زعامة شارون للحزب ويكون بداية نهاية حكومته وهو ما يصبو ويعمل لتحقيقه نتانياهو الذي يبدو عازماً على تقصير عمرها.