يرى متابعون للشؤون الحزبية في إسرائيل أن نجاح زعيم «القيادة اليهودية» المتطرفة في حزب «ليكود» موشيه فيغلين في حصد ربع أصوات أعضاء الحزب في منافسته رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو على زعامة الحزب، وأن انتخاب عدد من أتباعه من غلاة المتطرفين من المستوطنين في الضفة الغربيةالمحتلة أعضاء في اللجنة المركزية الجديدة في الحزب، سيراكمان صعوبات في وجه نتانياهو في حال قرر إخلاء أي من البؤر الاستيطانية غير القانونية المطالَبة إسرائيل في «خريطة الطريق» الدولية (منذ ثماني سنوات) بإخلائها، والتي قضت المحكمة العليا بإخلاء اثنتين منها حتى أواخر الشهر المقبل. واعتبر بعض المعلقين النتائج تكبيلاً ليدي نتانياهو في فرض السياسة التي يريدها للحزب. وكانت وسائل الإعلام العبرية كشفت أواخر الأسبوع الماضي أن آلاف أعضاء «ليكود» من المستوطنين المؤيدين للمتطرف فيغلين نجحوا في إيصال مئات الممثلين عنهم إلى اللجنة المركزية للحزب الحاكم الذي سينتخب قريباً لائحة مرشحيه للكنيست المقبل، ما ينذر بانتخاب لائحة أكثر يمينيةً تتبارى في التطرف مع أشد الأحزاب اليمينية والدينية والأخرى. وبين الأعضاء الجدد في الحزب ممثل «شباب التلال»، أي المستوطنين المنفلتين في أنحاء الضفة الغربية مئير برطلر، ومقيم البؤرة الاستيطانية «ميغرون» التي حكمت المحكمة العليا بإخلائها إيتاي هارئيل، وأرئيل فنغروبر الذي دين بالتمرد بعد أن قاد تظاهرات إغلاق الشوارع احتجاجاً على خطة الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة عام 2005. وكان فيغلين وأنصاره شرعوا منذ سنوات في تنسيب آلاف المستوطنين إلى حزب «ليكود» بهدف التأثير على شكل لائحته الانتخابية على رغم أن أكثر من نصف المنتسبين لم يصوت للحزب في الانتخابات العامة السابقة واختار أحزاباً أكثر تطرفاً. ويقدَّر عدد أعضاء الحزب من أنصار فيغلين ب 27 ألف عضو يشكلون أكثر من 20 في المئة من مجمل أعضاء الحزب (120 ألفاً). ويتحسب أركان «ليكود» من تأثير المنتسبين الجدد، فسارعوا إلى نيل رضاهم من خلال إطلاق تصريحات سياسية متشددة ضد المفاوضات مع الفلسطينيين ودعماً للبؤر الاستيطانية غير القانونية، آملين في حشد أعضاء الحزب من جماعة فيغلين إلى جانبهم لدى انتخاب اللائحة الجديدة. وحاول نتانياهو أمس التقليل من شأن فيغلين وأنصاره بالقول لأعضاء الكتلة البرلمانية لحزبه، إن «ليكود» لم يتجه أكثر نحو اليمين، «وما زال حزباً ليبرالياً ديموقراطياً حراً»، مضيفاً أن «الافتراض بأن فيغلين سيؤثر على ترتيب لائحة مرشحي الحزب للكنيست المقبلة لا يستند إلى الواقع». في المقابل، قال برطلر إن «ليكود هو حزب الاستيطان الذي سيلتزم الحفاظ على أرض إسرائيل، وسنعمل أنا ورفاقي في الحزب من أجل ضمان ذلك». وأضاف الناشط البارز في أوساط المستوطنين في الضفة المتطرف الذي نجح في ايصال مئة من أتباعه إلى اللجنة المركزية الجديدة لليكود يوسي داغان إن هدف المجموعة التي يقودها «دعم الوزراء والنواب أعضاء الحزب الذين يلتزمون دستوره، أي يلتزمون دعم الاستيطان في أرض إسرائيل ويرفضون إقامة دولة فلسطينية». ورأى أحد المعلقين أن تعاظم نفوذ مجموعة فيغلين في الحزب سيكبل يدي نتانياهو في تحديد سياسة الحزب، وفي ضم أعضاء جدد ليسوا من اشد المؤيدين للاستيطان، و «هذه المجموعة لن تتيح لنتانياهو ضم وزير الدفاع ايهود باراك للحزب»، علماً أن اشاعات قوية تفيد بأن نتانياهو وعد باراك، مع انسلاخ الأخير عن حزب العمل وتشكيله حزباً جديدا ليبقى في الائتلاف الحكومي، بمكان مضمون ومرموق في لائحة «ليكود» الانتخابية المقبلة. وقال أحد أعضاء الحزب من أنصار المستوطنين إن ضمان مكان لباراك ليس وارداً «ولن ينسى المستوطنون قيام الجيش بأوامر منه بإخلاء عائلات من بؤر استيطانية. لا مكان لباراك في حزب تقوم أيديولوجيته على بناء أرض إسرائيل».