} اعترفت موسكو بأن "انتهاكات" ارتكبت خلال عمليات "تطهير" في عدد من المناطق الشيشانية، فيما أعلن رؤساء 12 من الإدارات المحلية المتعاونة مع موسكو استقالاتهم. ودعا سكرتير مجلس الأمن القومي في الجمهورية الى انسحاب الجيش الروسي الذي قال ان جنوده يتنقلون في مدرعات كتب عليها "الصليبيون". أثارت العمليات "الخاصة" الروسية التي اجريت في عدد من المناطق المحاذية للجمهورية الأنغوشية، موجة سخط واستياء شملت للمرة الأولى الحاكم المدني أحمد قادروف الذي جدد أمس مطالبته بمقابلة الرئيس فلاديمير بوتين، وشدد على ان "احلال النظام الدستوري في الشيشان لا يجوز ان يتم بأساليب مخالفة للدستور". وقدم مسؤولو الإدارات المحلية في مدن وبلدات المنطقة التي تعرضت ل"تطهير" استقالات جماعية امس، احتجاجاً على الاسلوب الذي تعاملت به القوات الروسية مع السكان المحليين. وأشار المستقيلون الى ان سكان المناطق المذكورة كانوا يرغمون على الركوع ساعات امام عناصر القوات الروسية ويتعرضون للضرب والإهانة، فيما كانت منازلهم تنهب. واعترف نائب المدعي العام الروسي فلاديمير كرافتشينكو بوجود "انتهاكات". وقال ان مدى فداحتها سيتحدد في ضوء عمل فريقي تحقيق باشرا أعمالهما. إلا ان مسؤولي جمعيات حقوق الانسان شككوا في نزاهة التحقيق وموضوعيته. وفي مؤتمر صحافي عقد في موسكو، قال أوليغ ارلوف رئيس منظمة "ميموريال" ان النيابة العامة كانت في مرات سابقة "تفتح التحقيق لتغلقه". وأضاف: "ان المعلومات المتوافرة لديه تفيد ان المدنيين يقتلون بمعدل شخصين يومياً تقريباً". وقال: "ان الانتهاكات الاخيرة لا تختلف عن حالات كثيرة تجرى كل يوم في الشيشان". وذكر رودنيك دودايف سكرتير مجلس الأمن القومي المعيّن من روسيا ان أفراد القوات الروسية يتنقلون غالباً بمدرعات كتب عليها "الصليبيون" وترفع رايات سود رسمت عليها جمجمة وعظمتان متقاطعتان وهي شارة القراصنة. وأضاف، ان ارقام المدرعات تكون غالباً ملطخة بالوحل لكي لا يكتشف احد مرتكبي الانتهاكات. وتابع دودايف ان قادروف وسائر افراد القيادة المدنية الشيشانية يرون ان "الجيش يجب ان ينسحب" الى الثكنات. ولكنه زاد ان الضباط يريدون البقاء في الجمهورية لأنهم ينتفعون من بيع النفط. وكشف ان ما يستخرج من النفط "رسمياً" لا يزيد عن 250 طناً الى 300 يومياً، في حين ان الاستخراج غير الرسمي يزيد على 2000 طن. وثمة تقديرات عن كميات اكثر بكثير. وأشار دودايف الى ان مثل هذه الكميات لا يمكن اخراجها من الجمهورية من دون مشاركة العساكر الذين يطوقون الشيشان من كل الجهات. على صعيد آخر، نقل موقع "صوت القوقاز" على الانترنت عن مولودي ادروغوف وزير الاعلام السابق في الحكومة الشيشانية، انه شهد شخصياً مكالمة هاتفية بين الرئيس الراحل جوهر دودايف والزعيم الليبي معمر القذافي. وقال ان المكالمة تمت بطلب من القذافي في مطلع عام 1995، عندما كانت القوات الروسية تهاجم غروزني. وأشار الى ان الزعيم الليبي طلب من دودايف الموافقة على حكم ذاتي موسع في اطار روسيا، وتعهد بأنه في هذه الحال يمكن ان يقنع موسكو بوقف العمليات العسكرية. وبحسب ادروغوف، فإن دودايف رفض العرض ومنذ ذلك الحين انقطعت الاتصالات بين طرابلس والشيشان.