جرت في شمال الشيشان ومناطق روسية مجاورة مظاهرات وأعمال عنف ضد الشيشانيين في أعقاب مقتل أربعة من الشبان الروس وتعرض قائد شيشاني معروف لهجوم في انغوشيا، فيما أكدت موسكو حرصها على اجراء "اتصالات مع شرائح في القيادة الشيشانية المقاتلة". وأكد طارق عزيز استعداد العراق للانفتاح نحو الشيشان وشمال القوقاز. وجرت أمس في بلدة شيكلوفسكايا في شمال الشيشان، التي يشكل الروس غالبية سكانها، مظاهرات احتجاجاً على مقتل فتاتين وشاب روسي على يد مجهولين، يرجح أن يكونوا من الشيشانيين. وطالب المتظاهرون بإعادة قضائي ناعور وشيكلوفسكايا إلى مقاطعة ستافردبول الروسية المجاورة وتشكيل فصائل مسلحة من المتطوعين الروس ل"الدفاع عن النفس" ضد الهجمات الارهابية. وفي مقاطعة فولغوغراد القريبة من الشيشان وقعت اعتداءات ضد الشيشانيين المقيمين في المنطقة ومنازلهم في أعقاب قتل شاب روسي نتيجة شجاره مع شبان شيشانيين في نادٍ قروي. وتزيد هذه الأحداث من توتر الأجواء في الشيشان وشمال القوقاز بصورة عامة عشية الذكرى السنوية الرابعة لاستيلاء المقاتلين الشيشان مجدداً على مدينة غروزني، وذلك في ظل شائعات عن قرب الهجوم الشيشاني الجديد على العاصمة ومدن شيشانية أخرى. هذا، وأكد مكتب سيرغي ياسترجيمبسكي، مساعد الرئيس الروسي، نبأ محاولة اغتيال تعرض لها اربي بارايف القائد الشيشاني المعروف داخل الأراضي الانغوشية على يد عدد من الانغوش بداعي الثأر. وقال المكتب في تصريحه لوكالة "انترفاكس" الروسية إن ظهور بارايف على رأس مجموعة من المسلحين في انغوشيا يدل على "شفافية حدودها" مع الشيشان، مما يشكل خطراً على الأمن في المنطقة. واهتمت وسائل الإعلام الروسية أمس بحديث أدلى به فيكتور كازانتسيف، ممثل الرئيس الروسي في دائرة الجنوب الفيديرالية، مساء الجمعة، من احتمال اتصالات، وحتى مفاوضات، بينه وبين أصلان مسخادوف وبعض أنصاره من أجل "احلال السلام" في الشيشان. وأوردت "انترفاكس" تصريحاً لياسترجيمبسكي قال فيه إن كازانتسيف ونائبه الجنرال فلاديمير بوكوفيكوف الذي كان قائداً لمسخادوف في الجيش الروسي السابق، وأحمد قادروف رئيس "الإدارة الشيشانية الموقتة"، يسعون إلى ايجاد صيغة تسمح لمسخادوف بإنهاء المقاومة. وأضاف يقول إن المركز الفيديرالي "لا يضع قادة النظام الشيشاني السابق في سلة واحدة، بل يميز بينهم لتضييق جبهة القوى التي تواصل مقاومة القوات الفيديرالية". إلا أنه أصر على وصف الحوار مع بعض هذه القوى ب"الاتصالات". وعلى صعيد آخر، زار أحمد قادروف طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي في مقره في موسكو التي يقوم بزيارة رسمية لها. وصرح شامل بنو، ممثل الشيشان لدى الرئيس الروسي، والذي حضر اللقاء، ان بغداد على استعداد لتشجيع تعاون مؤسسات في شمال القوقاز، خصوصاً الشيشان مع العراق. وأضاف ان القيادة الشيشانية برئاسة أحمد قادروف ترى ان استمرار العقوبات الاقتصادية ضد العراق تؤدي إلى عواقب وخيمة على الصعيد الإنساني. وأضاف شامل بنو، الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومة الرئيس جوهر دودايف، إن أحمد قادروف بوصفه رئيساً للإدارة الشيشانية، بحث مع طارق عزيز جولته المقبلة إلى عدد من الدول في الشرق الأوسط، وان المسؤولين الشيشاني والعراقي نوها ب"صلات القربى" بين شعبي الشيشان والعراق.