فرض نظام منع التجول واتخذت اجراءات أمنية مشددة في الشيشان بعد عمليات انتحارية عدة اعقبتها اشتباكات واسعة في عدد من المدن والبلدات أدت إلى سقوط ضحايا بين المدنيين، فيما قدر الشيشانيون خسائر القوات الفيديرالية ب640 قتيلاً. وحاولت موسكو التكتم على العدد الفعلي للخسائر، فقدمت وزارات الدفاع والأمن والداخلية ارقاماً متضاربة، وصرح الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان "الرقم النهائي" 33 قتيلاً و84 جريحاً وثلاثة مفقودين. إلا أن موقع "صوت القوقاز" على الانترنت أكد أن الروس فقدوا حوالى 640 قتيلاً منهم 300 قرب بلدة فوبير التي لم يرد ذكرها في البيانات الرسمية. وعمدت موسكو إلى "تجاهل" اشتباكات واسعة أعقبت الانفجارات، ما يؤكد أن العمليات لم تكن عملاً فردياً "يعبر عن اليأس والاحباط" كما ذكر وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف. وأكدت صحيفة "كوبرسانت" ان قتالاً دام بضع ساعات وقع في غوديرميس وارغون وتمكن المهاجمون الشيشانيون من الانسحاب، إلا أن اطلاق النار تجدد ليلاً. وأشارت مصادر مختلفة إلى أن الاشتباكات أدت إلى سقوط ضحايا بين المدنيين، إضافة إلى أن عدداً من سكان المدن الواقعة في "المثلث الشرقي" اعتقلوا للاشتباه في أن لهم صلة بالأحداث. وأعلن منع التجول مجدداً في كل أنحاء الشيشان من التاسعة مساء حتى السابعة صباحاً ولأمد غير محدد. وردد التلفزيون الروسي تحذيرات إلى المواطنين بأن كل سيارة لا تتوقف عند الحواجز ستتعرض لاطلاق النار من دون تحذير في أي ساعة من ساعات الليل أو النهار. واعترفت وكالة "ايتار تاس" الحكومية بوقوع مزيد من الحوادث أمس، ومنها انفجار قنبلة في بلدة تولستوي يورت القريبة من غروزني، ما أدى إلى مصرع رائد في الأمن الداخلي وسائق المدرعة، كما جرى تبادل اطلاق النار في العاصمة الشيشانية. وأشارت مديرية الأمن الفيديرالية في الشيشان إلى احتمال "تجدد الأعمال الارهابية" اليوم، وذكرت ان اشخاصاً من أصل سلافي روسي أو أوكراني قد يقومون بها لأن "القرآن يحرم الانتحار". وأدت التفجيرات إلى خلافات بين الوزارات، فحمل النائب الأول لرئيس الأركان العامة فاليري مانيلوف وزارة الداخلية مسؤولية "الاهمال"، فيما ذكر فياتشيلاف اوفتشينيكوف قائد قوات الأمن الداخلي ان رجاله "قاتلوا كالأبطال". وأنحى وزير الأمن نيكولاي باتروشيف باللائمة على القادة العسكريين في الشيشان، وقال إن الأجهزة الخاصة كانت نقلت إليهم معلومات عن احتمال أعمال ارهابية، إلا أنهم لم يتخذوا اجراءات احتياطية. وتوقع الوزير صدور "ايعازات خاصة" في شأن الارهاب من القيادة السياسية للدولة. وأشارت صحيفة "نيزانيسيمايا غازيتا" إلى أن المركز الفيديرالي "في حيرة إن لم نقل في هلع"، وتحدثت عن "تناقضات" بين أطراف في القيادات العسكرية والسياسية. ومن جانبها، ذكرت صحيفة "سيفودينا" بأن السلطات الفيديرالية كانت تعول على "المتعاونين" الشيشانيين للسيطرة على الأوضاع، إلا أن الأحداث الأخيرة أثبتت ان اسناد رئاسة الادارة الموقتة في الجمهورية إلى المفتي السابق أحمد قادروف لم يؤد إلى تحقيق الأهداف التي توخاها الكرملين. وعمد قادروف أمس إلى عزل عدد من رؤساء الإدارات المحلية المعينيين سابقاً ومنهم محافظ غروزني، بالإضافة إلى عدد من كبار موظفي الإدارة الموقتة. ومن جهة أخرى، قرر قادروف تعيين شامل بنو ممثلاً شخصياً له لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومعروف ان بنو شيشاني كان مواطناً أردنياً وعين وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس الراحل جوهر دودايف 1991-1992