أكد الروس والشيشانيون اهمية اللقاء الذي جرى في موسكو بين ممثلين عن الرئيسين فلاديمير بوتين وأصلان مسخادوف. وأشار الجانب الشيشاني الى "فتح صفحة جديدة"، فيما توقعت موسكو اجراء مزيد من الاتصالات. إلا ان المعارك استمرت داخل الجمهورية وأكد ناطق باسم مجلس الأمن ان محاولات اعتقال مسخادوف لن تتوقف. وكان اللقاء الأول عقد الأحد في مطار "شيريميتينو" الدولي اثر وصول احمد زكايف ممثل مسخادوف في طائرة خاصة آتياً من اسطنبول بصحبة رئيس حزب الديموقراطيين الأحرار التركي بسيم تبوك. والتقى زكايف لمدة ثلاث ساعات ممثل الرئيس الروسي في جنوبروسيا فيكتور كازانتسيف الذي قاد القوات الفيديرالية اثناء المرحلة الأولى من الحرب الشيشانية الثانية. وأكد زكايف إثر عودته الى اسطنبول ان اللقاء فتح صفحة جديدة هدفها وقف إراقة الدماء. ورفض الكشف عن تفاصيل لكنه قال ان هناك "تماثلاً" في الآراء في شأن حوار قد يفضي لاحقاً الى مفاوضات ديبلوماسية. ومعروف ان موسكو ترفض استخدام مصطلح "مفاوضات". وأشار بيان صدر امس الى ان ما حصل كان "لقاء عمل ... ارسى بداية لحديث" وتم خلاله بحث "وقف المقاومة وسبل نزع السلاح الشيشاني والعودة الى الحياة السلمية". ورحبت القوى السياسية المختلفة في روسيا بالاتصالات. وأكد "اتحاد قوى اليمين" ان المفاوضات ستكون صعبة ولكن لا بد منها لتحقيق السلام في الشيشان. وأشار زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف الى أن "الحوار افضل من الحرب". وقال أن اياً من الجانبين الفيديرالي او الشيشاني لا يسيطر على الوضع. وحاول الساسة والمراقبون تحديد المحاور المحتملة للنقاش. وتوقع نائب رئيس البرلمان فلاديمير جيرينوفسكي ان تبحث الضمانات التي ستمنح الى مسخادوف وأنصاره واحتمال انتقالهم الى بلد آخر. إلا ان ديمتري روغوزني رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما لم يستبعد "انتقال" مسخادوف الى جانب القوات الفيديرالية. وقال ان ذلك لو حصل لأصبح "عاملاً جدياً لتحقيق تهدئة سياسية"، معتبراً مسخادوف "رمزاً شكلياً للشرعية". إلا ان احتمالات التفاوض تواجه مقاومة عنيفة من القوى المتشددة على الجانبين، إذ رفض الاعتراف بها ممثلو الجناح الراديكالي الشيشاني الذي يمثله القائد الميداني شامل باسايف. وفي موسكو اعتبر سيرغي ياسترجيمبسكي مدير دائرة الإعلام في الكرملين ان الطرف الوحيد الذي يمكن ان يتحاور مع مسخادوف هو "النيابة العامة". وشدد على أن الاتصالات الجارية هدفها نزع السلاح من المقاتلين، على رغم ان الشيشانيين رفضوا اصلاً ايراد هذه الفقرة في اي بيان عن المفاوضات. وفي غروزني اعلن رودنيك دودايف سكرتير مجلس الأمن القومي الشيشاني المتعاون مع موسكو ان الاتصالات الحالية لا تعني الكف عن ملاحقة مسخادوف. وأضاف: "حالما نكتشف مكانه سنلقي القبض عليه فوراً". وأعلنت اجهزة الأمن الفيديرالية في الشيشان انها اعتقلت فعلاً أيوب مرتضايف الذي وصف بأنه "من اقرب مساعدي" مسخادوف والمسؤول عن تجهيز المقاتلين بالمؤونة والمواد الطبية والأسلحة.